2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

استثمار تحت ظلال الحرب!

الثلاثاء 24 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50394
تابعت بشغف مؤتمر رجال الأعمال المصريين حول فرص الاستثمار فى السودان، والذى حضره 700 رجل أعمال مصرى وسودانى يأملون فى عودة السودان إلى سابق عهده، مما يعكس شعور الطرفين (المصرى والسودانى) بأهمية عودة السودان من التيه، والحرب التى يعيشها منذ أن نشبت به الحرب الأهلية، وهى الحرب المنسية التى تتم معها فى الوقت نفسه حروب بشعة أخرى على جبهات متعددة وصلت إلى الإبادة الجماعية للفلسطينيين فى غزة، وتحولت إلى لبنان الآن، وما بينهما حروب اليمن، وسوريا، والعراق، وحرب منتظرة يُلوحُ بها بين إسرائيل وإيران. لم ننس السودان، ولن ننساه فى حربه، أو تطلعاتنا إلى سلامه، خاصة أن نصيب مصر من النزوح الجماعى للسودانيين هو الأكثر (بيننا ملايين السودانيين يملأون شوارع القاهرة والمحافظات)، وأعتقد أن كارثة السودان أرقامها مخيفة (نزوح جماعى 3‪.‬11 مليون شخص حتى الآن، وأزمة غذاء يعانى بسببها 26 مليون شخص، وقد انهارت منظومتا الصحة والتعليم به، حيث يمر السودان بواحدة من أسوأ أزماته السياسية، والإنسانية منذ عقود، ويحاول المجتمع الدولى إيجاد حلول، حيث اصطدمت هذه الجهود بعقبات كثيرة، كان آخرها فشل مجلس الأمن فى تمرير مقترح بريطانى لوقف إطلاق النار بسبب فيتو روسى، وقد برر الروس سبب هذا الفيتو بأنه تدخل فى شئون السودان، ولم يراعوا موقف الحكومة هناك، وكأنما هناك فى الشرق والغرب معا من يريد استمرار الحروب فى منطقتنا، والسؤال الآن: ماذا يحتاج السودان؟، والإجابة يحتاج إلى تدخل المجتمع الدولى لإنقاذه من الحرب البشعة. لقد تفاقمت الحرب فى السودان، وقد شهدت الخرطوم دمارا هائلا، بل دُمرت بنية السودان الاقتصادية، ولم تُجدِ العقوبات لوقف الحرب، وكذلك الأوضاع الإنسانية الصعبة، مع تسجيل عمليات إبادة جماعية، وحصار مدن مثل الفاشر، وكل العالم، بما فيه الأمم المتحدة، يصفون الوضع فى السودان بالكارثى، والمشهد الحالى أُفقه مسدود، رغم الجهود الدولية، وما لم تتفق الأطراف المتحاربة على وقف التصعيد، فإن المعارك التى وصلت إلى الخرطوم ودارفور ستستمر، بينما يظل المدنيون أكبر ضحايا هذا النزاع، وأخيرا، هناك دعوات للحل تسعى الدول الإقليمية، خاصة العربية، إلى التوسط بين الأطراف، ولكن الانقسامات العميقة تجعل الوصول إلى تسوية أمرا بالغ الصعوبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى