2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

لوحات تكلمك..!

الثلاثاء 5 من شوال 1444 هــ
العدد 49813
الجزويتيون فى القاهرة لهم إبداعات خلاقة تخرج عن المألوف، وتقدم الجميل لروادها، وتصب فى تعميق الثقافة بكل أنواعها للمصريين كافة، حيث استضافت جمعية «النهضة للعلوم والثقافة» (جزويت القاهرة) مؤخرا معرضا للخط العربى، وهو معرض ذو طبيعة خاصة، أو بالتحديد خلاب، كان نجمه الأستاذ الجامعى للخط العربى، والخطاط اللبنانى البارز أنطوان أبى عاد، الذى قدم ١٤ لوحة بخطه البديع، والمميز تحمل شخصية صاحبها، وقد جمع خلالها نصوصا، وأدعية دينية (إسلامية ومسيحية)، ولم يقدمها لوحة جميلة فقط للخط، وإنما كانت بمثابة معزوفة فنية تتفوق على الموسيقى، والنغم، لأنها تلعب بالخط ليصل إلى العقل، ويجمع بين الروح والمادة.. عمل فنى مبدع، وخلّاق. أعتقد أنه إذا كان صدرك يضيق فإنك ستجد فى المعرض جمل ارحمنى يا الله (إسلامى)، وارحمنى يا الله كعظيم رحمتك (مسيحى)، ولا تستطيع التفريق بينهما، فقد استطاع الفنان الخلّاق المزج فى متن، وتوظيف الخط، ليجعلهما امتدادا للروح الإنسانية، أو الروح نفسها، فأى جمال هذا الذى يأخذ العقل والروح معه، ويدمجهما فى صورة لا تغيب عن الذهن على الإطلاق؟!. لقد قدم الفنان اللبنانى للقاهريين معرضه فى رمضان (إجازة عيدىّ الفطر والقيامة) الذى جمع الديانتين معا، متزامنتين، فكان معرضه تعبيرا عن هذا التمازج، وإشارة إلى وحدة الأديان لدى الخلّاق العظيم، فالأديان حسب صاحب الرؤية، ولدى كل المتدينين، تجمع، ولا تفرق، والمشكلة ليست فى الدين، ولكن فى الزاوية التى ينظر المتعصبون منها، وهى زوايا قد تكون ضيقة لا ترى الحقيقة، فجاء فن الخط البديع ليجعلها صورة وكلمات لا تُمحى، تجدد الذاكرة، وتحفر فيها كلمات الله الموحدة، (مرئيات أخوية) كما سماها أنطوان لجمهوره الواعى.

كما جمع أنطوان النصوص القرآنية، والإنجيلية، وسلّط عليها الضوء، فخرجت من اللوحة المعانى الروحية المشتركة التى تتسع لها الأديان، ويدركها المتدينون الحقيقيون، وهى تبرز الجمال والنص معا، بل تبصر النص الدينى مكتوبا للعين بجماليات الخط العربى فائقة الجودة والجمال، فشكرا أنطوان أبى عاد، وتحية لـجمعية الثقافة والفنون (جزويت القاهرة)، وإذا ضاق صدرك فاذهب إلى المعرض فستجده يكلمك، ويقول لك الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى