2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

موقف مصرى شامخ..!

الثلاثاء 10 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49848
لا شك فى أن كل مصرى ومصرية يشعر بالألم لاستمرار المعارك فى الشقيقة السودان، لأن السودان بلد، بالنسبة لنا نحن المصريين، ليس عاديا، فهو من أكبر البلدان الإفريقية، والعربية، وله دوره، وموقعه الجغرافى المميز، فهو يمثل مع مصر همزة وصل بين القارتين الآسيوية والإفريقية.

لقد جُبلنا نحن المصريين منذ قديم الأزل على مد يد العون للأشقاء عربا كانوا أو أفارقة دون أى تدخل فى شئونهم الداخلية، وهو ما أعاده، وأكده الرئيس عبدالفتاح السيسى فى كلمته العميقة والحكيمة التى ألقاها أخيرا أمام مجلس السلم والأمن الإفريقى، حيث دعا إلى حشد التنسيق بين كل الأطراف لوقف إطلاق النار، وتعزيز الممرات الإنسانية، والعودة للحوار السلمى.

إن مصر (السيسى) تشجع الاتحاد الإفريقى، والجامعة العربية، بل الدول الكبرى، والإقليمية لإنقاذ السودان، والمنطقة من نير المعارك التى لا يُجنى من ورائها سوى الخراب والتدمير، كما طرح الرئيس السيسى أمام القمة العربية فى جدة عدة محددات هى فعلا ضمانة أساسية لحماية السودان من خطر الانهيار، حيث أكد أن النزاع فى السودان يخص الأشقاء السودانيين، ودور الأطراف الإقليمية هو مساعدتهم على إيقافه، وتحقيق التوافق حول معالجة الأسباب التى أدت إليه فى المقام الأول، وذلك موقف مصرى شامخ.

يجب أن يعى الجميع أن يدنا كمصريين فى النار مادامت الأزمة فى السودان مستمرة، وللتذكرة، فإن نحو ١٥٠ ألف سودانى هرعوا إلى مصر منذ تفجر الصراع، بالإضافة إلى أكثر من ٥ ملايين مواطن سودانى موجودين فى مصر بسبب الصراعات السودانية السابقة، وتتم معاملتهم كمواطنين مصريين، ونحن نرحب بهم جميعا فى بلدهم الثانى.

إن قلبى مع الأشقاء السودانيين فى هذه الكارثة، وأتمنى أن يتجاوزوها، وأن يسود السودان الاستقرار، هذا ما أتطلع إليه ليس للسودان وحده، ولكن لكل دول حوض النيل، أريدها جميعا قوية، كما أتطلع إلى التنمية المشتركة مع إثيوبيا، والسودان، إنه أمل المصريين، وكل شعوب وادى النيل، لا أريد أن نبكى على النيل، وأهله، أريد أن نبنى كل دول حوض النيل بمحبة، وتعاون من المنبع إلى المصب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى