«بريكس».. ومشروعاتنا فى إفريقيا

الثلاثاء 13 من صفر 1445 هــ
العدد 49939
ظهور تجمع بريكس (خمس دول من الجنوب بزعامة الصين وروسيا)، واحتواء الهند (المترددة)، كان خطوة رائعة لكسر احتكارات المنظمات الدولية (صندوق النقد والبنك الدوليين) التى لا تراعى مصالح دول العالم الثالث، والجنوب بقدر ما تهتم بمصلحة أمريكا، وأوروبا، والدولار واليورو فى المقدمة منهما، وأتوقع أن يلعب بريكس دورا اقتصاديا، وليس سياسيا فقط، فى إصلاح النظام العالمى الراهن، ليكون أكثر عدلا.
لقد كانت رسالة تجمع «بريكس» لمصر تحديدا ذات دلالة رائعة، وبالغة فى الوقت الذى تشتد فيه الأزمات الاقتصادية، ومغالاة الصندوق والبنك الدوليين فى إقراضهما لمصر، فجاء الاعتراف من أكثر المنظمات الجديدة تأثيرا فى النظام الدولى الجديد بأن مصر تسير فى الاتجاهات الصحيحة، وأنها من الاقتصادات الواعدة فى هذا العام، والأعوام المقبلة، فالمصريون قادمون فى المنافسة العالمية فى مجالات عديدة، أهمها الطاقة، والنقل البحرى، والنهرى، وستكون دولتهم مؤثرة فى العالم، وتحديدا فى إفريقيا، ولعل انضمام مصر إلى بريكس سيؤدى إلى توفير التمويل لمشروعين كبيرين مهمين سيغيران نظرة العالم للقارة السمراء، ويجعلانه يركز عليها، الأول خط كيب تاون- القاهرة البرى، وهو خطوة رائعة لربط إفريقيا كلها بوسائل الاتصال العالمية، والثانى ربط الموانى المطلة على نهر النيل كلها (عبر مصر) بالبحرين الأبيض والأحمر، وهذا المشروع تحديدا ينقذ إفريقيا، خاصة الدول التى ليس لها منافذ مائية بحرية، مثل إثيوبيا، كما أن انضمام مصر، وإثيوبيا، والإمارات، والسعودية، وإيران، والأرجنتين سيجعل من العام المقبل نصف الكرة الأرضية متحدا فى مفاوضاته مع النصف الآخر الأكبر اقتصاديا (أمريكا، وأوروبا)، وهذا يؤدى إلى تحسين طرق ووسائل التجارة الدولية بشكل أسرع، ويربط دول الجنوب معا بوسائل مواصلات حديثة.
أعتقد أن رسالة دول البريكس الخمس لمصر، ومنطقة الشرق الأوسط، واضحة، فمصر ستكون همزة الوصل بين دول الشرق الأوسط وإفريقيا، لتوفير التمويل لإقامة المشروعات الكبرى فى إفريقيا، وانضمام مصر، وإثيوبيا إلى تجمع واحد يحل المشكلات العالقة على النيل، بل يجعل المياه وسيلة للتقارب، والمشروعات المشتركة، ويحل مشكلات إثيوبيا فى توفير الطاقة، ونقلها عبر الشبكات المصرية إلى الشرق الأوسط، وأوروبا.