2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

لبنان على طريق غزة!

الخميس 23 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50333
ما يحدث فى الجنوب اللبنانى، والبقاع، والضاحية البيروتية ليس حربا جديدة، بل امتداد لحرب نيتانياهو وإسرائيل على المنطقة العربية، والتى تنتقل من نقطة، ومرحلة إلى أخرى متطورة، فى ضوء استغلال إسرائيل حالة المنطقة منذ عام، عندما شنت أكثر الحروب عدوانية ضد العرب والفلسطينيين بإبادة غزة، وتجويع شعبها، وقتل أطفالها، ودخول أمريكا فى غيبوبة انتخابية، مع ضعف، وتدهور الإدارة الحالية للرئيس بايدن.

إن غزة تحتاج إلى 20 عاما، على الأقل، حتى يستطيع أهلها أن يعودوا إلى حياتهم الطبيعية، ويأمن أطفالها، وسكانها على حياتهم، فقد أصبحت مدينة بلا ماء، وصحة، وتعليم، ومبانيها مهدمة، وأنقاضها تكشف التوحش الإسرائيلى، والعدوان الذى تجرد من أى انسانية عرفتها البشرية منذ بدء الخليقة وحتى الآن، وها نحن نرى لبنان تحت العدوان نفسه، حيث لم تكتفِ إسرائيل بالجرائم التى ارتكبتها، والتى وصلت إلى شبه استئصال قادة «حزب الله»، فقد اصطادت إسرائيل أكثر من 600 من كبار قادته، وأصابت أكثر من 4 آلاف فى واقعة «البيجر واللاسلكى»، ثم امتد العدوان الإسرائيلى إلى الجنوب بعد تهجير أهلها، وتقطع السبل أمامهم.

إن لبنان يعيش منذ نحو عِقد من الزمن وسط ظروف اقتصادية، وسياسية صعبة وصلت إلى عدم قدرة النظام السياسى اللبنانى على انتخاب رئيس للجمهورية منذ عامين، بعد انتهاء مدة الرئيس ميشال عون (2016-2022) حيث أصبح لبنان بلا رئيس، وحكومة، واقتصاده ممزقا يعيش تحت حالة الحرب منذ عام، وهو البلد السياحى الذى هجره السائحون، وهو فى حاجة إلى دعم عربى، وعالمى حتى يستطيع أهله أن يدبروا أبسط احتياجاتهم للحياة، كما أن لبنان يئن من قبل الحرب، حيث دفع أكبر ثمن للحرب فى سوريا، وبه نحو مليونىّ سورى، علاوة على مليون فلسطينى، حيث تنتشر فى ربوعه المخيمات الفلسطينية والسورية، كما أنه لا يتحمل عدوان إسرائيل المتكرر على جنوبه، وليس هناك إمكانات جديدة لإعادة بنائه، فهل يملك زعماء العالم الذين بدأوا أمس اجتماعات الجمعية العامة رقم 79 إرادة وقف العدوان الإسرائيلى على لبنان، وإجبار الجميع على التفاوض، واحترام حقوق الشعب اللبنانى؟

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى