2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ما وراء ضرب «المعمدانى»..!

السبت 6 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49992
لم يكن ضرب المستشفى المعمدانى فى غزة خطأ، سواء من قبل إسرائيل، أو الجهاد الإسلامى (كما حاولت إسرائيل إلصاق الجريمة بها)، أو تهربا، أو خلطا للأوراق، وضياع المسئولية والجريمة التى استوردها الرئيس الأمريكى جو بايدن بصعوبة بالغة لكى يخفف من وطأة الإهانة التى لحقت به خلال زيارته التضامنية لإسرائيل، والمكلفة جدا لليمين المتطرف، بزعامة بنيامين نيتانياهو وأقرانه فى تل أبيب- بل كان هدفا إسرائيليا لم تقله، ولكنها سعت إليه واضحا، وهو ألا يلتقى الرئيس الأمريكى الزعماء العرب بعد زيارته إسرائيل، وبالتالى تظل زيارته خالصة لهم، أو للكيان الذى قال عنه الرئيس الأمريكى «إنه مهم لنا، وإن لم يكن موجودا لوجدناه»، وهذا جديد على اليسار الأمريكى الذى يمثله، وكان أحد أوجه الاختلاف الجوهرية مع الجمهوريين، وهما الآن يلتقيان فى أن العلاقة بين أمريكا وإسرائيل لا تشبه أى علاقة مع دولة أخرى، أما بالنسبة للصراع أو الحرب فى غزة فليس جديدا أن الحصار لكى يكتمل بالنسبة لسكان غزة ( 2.3 مليون نسمة من دون كهرباء، وطعام، ومياه، وغاز)- فإن الإسرائيليين أعلنوا بهذه الضربة أنهم سيغلقون كل شىء، وأن ما كان فى غزة لن يكون موجودا، واتبعوا هذا المنهج فى قصف المستشفيات (آخر الأماكن لاستمرارية الحياة المدنية).

لكن ما يحدث فى غزة هو إنجاز فلسطينى بامتياز حققه أهلها المحاصرون وليس حماس وحدها، فهى حرب غيرت الكثير من المعادلات، وأنتجت معادلات جديدة، وأعتقد أن الكل يراقب ما يحدث فى غزة، وأنتظر من العرب إدارة فائقة لهذا الصراع، ومتعاونة، ومتفقة، وليس متصارعة أو متنافسة، وإذا كان العدوان الإسرائيلى على غزة يحاول أن يقلص من حماس، فإنه أنهى غرور نيتانياهو، وغطرسة يمينه المتشدد، وليثق أشقاؤنا الفلسطينيون، سواء فى غزة، أو الضفة، أو الداخل الإسرائيلى حتى، أنهم ليسوا وحدهم، وأن قضيتهم اليوم غير الأمس، فقد سقط فيها الوهم.. وهم أن هناك من يمكن أن يسطو عليها إقليميا لمصالحه، أو أن تلغيها أى قوة على المسرح الإسرائيلى، أو المتطرف فى العالم الغربى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى