إعلامية.. وزوجة عظيمة!

الخميس 11 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49997
هذه السيدة العظيمة يجب ألا يمر خبر رحيلها دون أن نُعلى من قدرها، ونضعها فى مصاف تاريخها، ومكانتها فى مسار حياتها المهنية، والإنسانية، وتحصل على ما تستحقه من منزلة فى التاريخ الإعلامى، والصحفى لبلدها.. ومنطقتنا العربية ككل.
أقصد السيدة جيزيل خورى التى كل من تابعها، وعرف سيرتها الإعلامية، وأداءها المتميز بوتيرة ثابتة، وقوية فى لبنان، والمحطات العالمية, والعربية- أدرك أنه أمام قامة إعلامية كبيرة رحلت وسط أحداث عربية خطيرة على كل الأصعدة.. هجمات إسرائيلية على قطاع غزة تصنع الكراهية بين الأديان والشعوب لا تتوقف، ونعتقد أن العرب على جميع الجبهات قادرون على احتواء هذا التطور الخطير على مستقبلهم، وإذا استطعنا ذلك فسيكون لمن هم مثل السيدة المحترمة جيزيل خورى إسهام كبير فى ذلك، فقد كانت فى ماكينة الإعلام العربى الذى يصنع الوعى، ولا يُغيِّب قيم الإنسان، ويؤمن إلى حد كبير بدور الصحافة، والإعلام.
لقد رفضت جيزيل بإصرار، بعد رحيل زوجها الكاتب سمير قصير، أن يغيب لحظة واحدة عن الضمير العربى، أو اللبنانى، وأنشأت مؤسسة سمير قصير قبل رحيلها، فكانت الإعلامية المميزة، والإنسانة الجميلة، والزوجة الوفية التى جمعت خصالا نتمنى جميعا أن تكون فى بناتنا، وسيرنا، حيث رحلت خورى (٦٢ عاما) فى عز توهجها الإعلامى، فقد سيطر عليها المرض اللعين، ولكنها تركت لدى جمهورها شخصية محترمة، وإعلامية جديرة أن تعيش فى وجدانهم، فقد حاورت الجميع، وكان لى شرف المشاركة معها أكثر من مرة، وقد تألمت لمرضها، كما تألمت لرحيل زوجها المحترم، الكاتب والمؤرخ سمير قصير فى ٢٠٠٥.
وأخيرا، فإن جيزيل خورى عاشت، وأحيت كل أفكار الحرية، وأسست مؤسسة سمير قصير، ومؤسسة أخرى لرصد الانتهاكات ضد الحريات الإعلامية، والثقافية فى المشرق العربى، ودعم الأصوات المستقلة فى لبنان، ودول الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، فتحية لروحها، وروح زوجها، ودعوة للدفاع عن العرب، سواء كانوا فى لبنان، أو فلسطين، أو السودان، أو سوريا، أو اليمن، أو العراق، أو أى بلد يتعرض للعدوان، والحروب.