عمرو موسى وبرنامج عاجل

الأحد 14 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50000
قرأت عمرو موسى، السياسى، والخبير فى أحوالنا، والوزير المصرى، وأمين عام جامعة الدول العربية السابق، بإمعان، فى رأيه المنشور الذى حمل عنوانا مغريا (الابتسامة الفاتنة الغربية لم تعد تغرى أحدا)، ليس للعنوان الجاذب فقط، ولكن لأعرف ما وراءه، فنحن أمام خبير ثقيل مخضرم بالمعايير العالمية، والمجتمعات الحية هى التى تستفيد من خبرائها فى الأزمات، والملمات، والمشكلات الحادة، والمستعصية، حتى تستلهم منهم زيادة قدرتها على المواجهة.. وما تواجهه المنطقة العربية، وبلادنا فى أزمة غزة هو من أكبرها، وأشدها إيلامًا على حياة المصريين، والعرب عامة، إن لم يكن الإنسانية كلها، وتحتاج فيه إلى مزيد من حشد العقول، والآراء، والاستفادة منها للخروج من هذه الكارثة المفزعة. لقد أخفى السياسى المخضرم فى العنوان محتوى برنامجه المهم، والعاجل للأزمة، بل إنه قدم برنامج عمل على أكثر من صعيد، ومجال لمعالجة اختلالات جوهرية، خاصة فى مجالات محلية، وإقليمية، ودولية تحتاج إلى أن نأخذها، ونصيغ منها برنامج عمل للمرحلة الراهنة، وذلك بدراسة ما أسفر عنه مؤتمر القاهرة المهم للسلام، وما كشف عنه من علامات استفهام، وازدواجية المعايير فى المجتمع الدولى، والأوروبى تحديدا تجاه أهل الجنوب أمثالنا، وكيفية معالجتها من نواح مختلفة، وكيفية التعامل مع إسرائيل فى المرحلة المقبلة، خاصة الاقتراح الجوهرى بتحالف إقليمى يشمل أنصار السلام الإسرائيليين لنخرج من المأزق الحالى، والتعايش، وإنقاذ المنطقة. لكن ما يهمنى الآن هو الاقتراح الجوهرى بطرق الحديد وهو ساخن عن الأفق السياسى، وضرورة فتحه من جديد للفلسطينيين، وألا نتركه دون تفعيل، وذلك بطلب مناقشته فى مجلس الأمن، حتى يتم الوصول إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، بما فى ذلك قيام الدولة، وضمان الأمن للجميع، وأضيف من ناحيتى سيكون من الأفضل أن تقوم بتبنى هذا الاقتراح الدول العربية التى انضمت أخيرا إلى اتفاقيات السلام، والتعايش مع الإسرائيليين، حتى يدرك الجميع أهمية هذا الاقتراح للسلام المأمول، والمرتقب.