2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

طلة «داعش»..!

الأثنين 6 من رجب 1446 هــ
العدد 50435
كانت آخر طلة إرهابية لتنظيم «داعش» فى اليوم الأخير من عام 2024 على قاعدة «بونتلاند» فى الصومال، ومقتل 20 شخصا، وإصابة آخرين، ثم الظهور المجدد فى اليوم الأول من 2025 فجر الأربعاء الماضى فى أورليانز بالولايات المتحدة الأمريكية، مما يشير إلى اختيارات التنظيم لمواعيد محددة، فى إشارات، أو عودة لـ«الذئاب المنفردة» التى تفكر بعيدا عن التنظيم.

إن «داعش» لم يتوقف، خاصة فى مركز التنظيم الرئيسى (سوريا والعراق)، وهما المقر التاريخى لهذا التنظيم الدموى واسع النطاق، ونلاحظ ذلك فى بادية الشام، أو سوريا، حيث عملياتهم شبه يومية، والأخطر أن التنظيم يتمدد فى غرب إفريقيا، وتقول التقارير الموثقة إنه يعمل فى ٢٠ دولة، ويفتح محاور إقليمية، وممرات، ويستفيد من حالة عدم الاستقرار، خصوصا فى بحيرة تشاد التى تعتبر أكبر منصة عمليات للتنظيم، كما أن عمليات داعش طابعها، أو يغلب عليها، كثرة الضحايا، ودموياتها الشديدة، وكلنا يتذكر طلتها فى موسكو بمركز كروكوس، حيث مقتل 130 شخصا، وإصابة المئات فى مارس 2024.

أعتقد أن تنظيم ما يعرف بـ«داعش» مازال خطرا، وقد تكون هناك مواجهات أمنية مهمة للقضاء عليه، ولكننا نركز على غياب البعد الاجتماعى، والثقافى، والإعلامى لمواجهة خطر التنظيمات الإرهابية (داعش.. وغيره) بمسميات مختلفة، ولعل المواجهة المصرية لهذا التنظيم فى سيناء سوف تظل نموذجا يُحتذى على أكثر من صعيد، فالهجمات التى يحدثها لها صدى دموى غير مسبوق فى سفك المدنيين، آخرها أحد المساجد فى سيناء، وراح ضحيتها 305 مصريين، لكن قدرة مصر على مواجهة هذه التنظيمات، وإعادة تأهيل أسرهم، ستظل نموذجا يُحتذى لكل الدول فى الإقليم، بل العالم، بكل الطرق، سواء أمنيا أو بالاحتواء، والتعليم، وإعادة التأهيل، فنحن فى حاجة إلى استئصال هذه الظاهرة الإجرامية المقيتة التى تسىء إلى كل المسلمين، وهم يرفضونها، ولكن ظهور «الذئاب»، بقايا هذه الظاهرة الإجرامية، وطلتها البغيضة فى مطلع هذا العام، يطالبنا بمزيد من التعاون الدولى، والإقليمى على أكثر من صعيد لمواجهة الدواعش، والتنظيمات المتولدة من خلالهم، ليس أمنيا فقط، بل الأهم ثقافيا، وإعادة تأهيل ما يخلفه من فكر دموى يؤثر على سلامة المنطقة، والاستقرار الذى ننشده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى