2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

غزة.. واحترافية الرئيس!

الأحد 12 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50028
عشية بدء الهدنة فى قطاع غزة كانت الصورة فى القاهرة واضحة جدا، بل مُترجِمة للدور الاحترافى، والسياسى البارز الذى لعبته مصر، والنجاح الكبير الذى تحقق لها، ولرئيسها عبدالفتاح السيسى فى وقف الهجمة الشرسة على أهل غزة، واعترافا بهذا الدور الذى يكشف معدن مصر بقيادة رئيسها، فقد قدم الرئيس الأمريكى جو بايدن، خلال عقده مؤتمرا صحفيا مساء أمس الأول بشأن الهدنة وتبادل الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلى وحماس، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو اعتراف أمريكى بأهمية دور الرئيس فى الهدنة، وعملية تبادل الأسرى، وإرسال المساعدات لغزة، وقدرته على وقف الحرب. أعتقد أنه إذا كانت مصر قد بادرت فى اليومين الأولين للعدوان إلى كشفه، ورفض التهجير القسرى لأهل غزة، وحشد المجتمع الدولى، وتتابع الزيارات، والمؤتمرات الدولية فى القاهرة، والعواصم العربية، ورام الله، وإسرائيل- فإن التحركات السياسية التى قادتها القاهرة كانت وراء الحل. لم تكن كل التحركات سياسية، بل على الأرض فى استاد القاهرة احتشد المصريون خلف رئيسهم، وسياساته الخلّاقة، وتحركاته المبدعة، حيث أطلق إشارة البدء فى إرسال المساعدات الكبرى لغزة لتعويض ٥٠ يوما من الحرب المدمرة عليها، وحرمان شعبها من الحياة، ولنجعل الهدنة رسالة اطمئنان للفلسطينيين، وقد خرج الرئيس والشعب ملتفا حوله، وعلى الفور، حينما رأيت المشهد، تذكرت أن حرب غزة أخذت جُل اهتمام الرئيس، وتركيز سياساته، بل نسى أنه مرشح انتخابات رئاسة تجرى الشهر المقبل، ولكن صدقه جعل التفاف الشعب حوله أوضح، وأكثر دقة، وما كاد الاجتماع الحاشد فى استاد القاهرة ينتهى حتى وجدنا الرئيس يستقبل رئيسى وزراء إسبانيا، وبلجيكا، وهما فى الوقت نفسه رئيسا الاتحاد الأوروبى الحالى والقادم، الأمر الذى يدلل على أهمية مصر بالنسبة لأوروبا، ويجعلها شاهدة على دورها فى التوصل إلى الهدنة، وعملية تبادل الأسرى، وإرسال المساعدات لغزة، حيث ذهب رئيسا الاتحاد الأوروبى إلى معبر رفح ليريا بأعينهما جهود مصر على الطبيعة، وكانت الصورة رائعة وبرهنت أن الله وراء الصادقين فى أعمالهم، فتحية للرئيس، وامتنانا للمرشح الذى حمل قضية مصر والعرب (فلسطين) على كاهله، وتحيا مصر.. وتحيا فلسطين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى