فلسطين.. والمشاريع المستقبلية

الخميس 15 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50060
حتى لا يحرقك التاريخ، أو الدافع، وتتخاذل حتى الجغرافيا، أو يتجاوزك الحدث (أقصد فلسطين وغزة) – لا نريد أن نترك منزل قصيدة للشعراء، أو المتحدثين، وننسى الأطفال، والضحايا، ونظل نكتب، والأرض محروقة، والعام الذى يرحل الآن حزين، ونشعر بأننا من دون مجيب، ويقولون إن العرب شعراء متحدثون فقط، من هنا فإنه على كل العالم أن يقدم مشروعه لمستقبل فلسطين المحتلة، فنحن أمام قضية محورية، وخطيرة، هى قضية القرن.. فلسطين التى ليست أرضا فقط، بل إنسان، وأماكن مقدسة.
لقد قدمت المقاومة الفلسطينية مشروعها (استرداد الأرض المحتلة)، وعرضته عمليا، ولن نتكلم عن النتائج الآن، فكلنا يراها، ولكن الحسم سيظل قادما، والحكم التاريخى متروكا للزمن، ولكن هل نجحت المقاومة الفلسطينية فى فرض إرادتها على إسرائيل، وأمريكا، والمجتمع الدولى، وجعلت القضية الفلسطينية فى مقدمة المشروعات العالمية؟.. سؤال ستجيب عنه الأحداث، والأيام القادمة.
أعتقد أن العالم كله سيتجاوز عن شعار أوسلو (حل الدولتين) ويبدأ فعلا فى إنقاذ غزة، وإعلان الدولة الفلسطينية بعد ركام الإنسان والأرض طوال الأشهر الأخيرة من العام الحالى (٢٠٢٣)، لكن هل الحرب التى يشنها الاحتلال على غزة ستنتهى قريبا أم أن الصراع ممتد، وطويل، ولن يتوقف؟، الحقيقة أننى لا أملك إجابة، ولكن أملك التمنى، والأمل الذى لا ينساه الإنسان وإلا مات كمدا وقهرا!
إن قضية فلسطين تحتاج من كل الأطراف (أمريكا، والاتحاد الأوروبى، والأمم المتحدة، وتركيا، وإيران، والاتحاد الإفريقى، والدول العربية، ممثلة فى الجامعة العربية، وإسرائيل) أن تطرح مشاريعها السياسية من دون استخدام للقضية، ولكن حلول قابلة للتنفيذ، حلول، ومشاريع سياسية لإنقاذ الشعب، والأرض (أقصد الإسرائيليين والفلسطينيين معا)، لأنهم من سيدفعون ثمنا مرهقا إذا تأخرت الحلول.
وفى الأخير، إذا كان عام ٢٠٢٣ قد شهد حدث ( ٧ أكتوبر)، والحرب الإسرائيلية الشنيعة التى صاحبته على غزة، فلنتطلع فى ٢٠٢٤ إلى مشاريع سياسية مستقبلية حلا للأرض، والإنسان بعيدا عن أى مصالح، أو رؤى ضيقة.. نريد حلا حقيقيا لأن المنطقة لا تستطيع أن تعيش وسط هذا الدمار، والظلم الفادح للشعب الفلسطينى.