غزة وبايدن ونيتانياهو والأمم المتحدة!

الأحد 4 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50196
لم يغير التصويت بالجمعية العامة للأمم المتحدة من وضع فلسطين كثيرا، فلم تصبح الدولة التى نأملها، والتى سوف نصل إليها بالعمل السياسى، ولكنه غير الكثير فى المشاركة، والفاعلية بمؤتمرات الأمم المتحدة، كما أن الجمعية العامة ستقوم بترقية، ومراقبة حقوق دولة فلسطين داخل المنظمة العالمية، وهذا يدعونا للترحيب به، ونعتبره خطوة ضرورية، ومهمة فى مسار قضية فلسطين لا نغفلها، ولا نتوقف كثيرا أمامها حتى تصبح حقيقة يقبلها الجميع، وأولهم أمريكا وإسرائيل، كما أن دخول إسرائيل عنوة إلى رفح، وإغلاق المعابر، وتهديدها اتفاقية المعابر باللجوء إلى القوة لمحاصرة غزة وتوابعها، مخالف لكل القوانين الدولية، لأن المعبرين (رفح وكرم أبوسالم) هما شريان الحياة لأكثر من مليونىّ فلسطينى. لقد كشفت إسرائيل نفسها أمام العالم والمنطقة العربية بضربها عُرض الحائط باتفاقيات، وترتيبات دولية وُقِعت بين السلطة الفلسطينية وتل أبيب برعاية أوروبية، ولم يكن رفع العلم الإسرائيلى على دبابات تقتحم معبر رفح من الجانب الفلسطينى لحظة عادية فى الحرب التى دخلت شهرها الثامن بقدر ما كان خطا فاصلا بين ما كان وسيكون فى اليوم التالى بعد نهاية القتال، وكل ذلك دفع بايدن لأن يقلب الطاولة على نيتانياهو، فقد رأى ما يحدث من تهديد إسرائيل باجتياح رفح أكثر منه خطابا استهلاكيا للشارع الإسرائيلى من نيتانياهو، وهو ما دفع حكومة بايدن لكى تعلن عدم تزويد إسرائيل بقنابل، وقذائف مدفعية هجومية للأنفاق، وبالرغم من أن القرار لم يتخذ بعد، ومازال فى طور التهديد، فإن نيتانياهو الذى يخاطب شارعه المتطرف سارع بقول مالا يجرأ عليه، ولا يستطيع أحد فى إسرائيل تحمله: «سنقف وحدنا»، وكذلك سارع الرئيس السابق ترامب فى توصيف موقف الرئيس الحالى بايدن بأنه يقف مع حماس ضد إسرائيل!. مزايدات انتخابية رخيصة فى قضية حمام الدم بغزة بين بايدن وترامب، ولعبات سياسية أرخص بين بايدن ونيتانياهو، وكلها تكشف أن هناك تغيرات فى الموقف الأمريكى بالداخل، ولكنها غير قادرة على التأثير فى مجريات الحرب، أو حتى الضغط على اليمين الإسرائيلى لقبول هدنة.