2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

سمير صبحى.. الأستاذ!

الخميس 6 من رمضان 1446 هــ
العدد 50494
رحل الجورنالجى الفذ، وأيقونة الأهرام الخالدة، والذى يختلط اسمه (صبحى) بـ «صحفى»، فلا تكاد تخطئه العين، حتى يتلامسا ويكونا واحدا لا ينفصلان، إنه سمير صبحى، الأستاذ، والشيخ الكبير، المحب للأهرام، والصحافة ككل، وأحد صناع شخصية الأهرام على مدى 7 عقود منذ التحاقه بها فى أوائل الستينيات من القرن الماضى حتى الآن.

لقد كانت لمساته خالدة، وأعماله محفوظة، ومدرسته المهنية منتشرة فى كل جرائدنا ومجلاتنا، وطبعت صحيفتنا بعبقريته التى لا مثيل لها، وقد صنع تاريخا حيا، وصفحات، وماكيتات حية، وسيظل حيا لأنه معجون بالإبداع، والابتكار، والتفوق النادر، فقد جمع خصالا، وفضائل صبغت شخصيته الصحفية المحبوبة من كل الأجيال، وقد وضعه تفوقه بين الشيوخ الكبار، والمؤسسين الأفذاذ لمهنة رائعة هى «الإخراج الصحفى»، حيث كل صحفى، أو جورنالجى، كان يريد أن يجعل مادته، أو موضوعه، يصل إلى الناس بسلاسة، وروعة، وإبداع يبحث عن سمير صبحى الأستاذ المبدع، وشخصيا أدين له فى عُنقى بنجاح صفحة الاقتصاد بالعدد الأسبوعى كل جمعة لمدة 10 سنوات فى الثمانينيات مع المخرج الفذ سمير صبحى، صاحب الشخصية المهنية التى لا تُبارى، ولا يستطيع أن يلحقها أحد، وكنت أحرص على أن أرسم الماكيت معه، لأن مادة الاقتصاد صعبة، ولا يجعلها سهلة للقارئ إلا الأستاذ سمير صبحى، وكان لا يخذلنى أبدا رحمه الله.

كما أن كل تجارب الأهرام الصحفية الناجحة كان وراءها عقل، وفكر سمير صبحى، فهو أحد جنود الظل الذين يعيدون ترتيب العالم كل يوم فى الصحيفة المطبوعة، والذى عشق المهنة بالتمرد، والفكر المتجدد، ومارس الأستاذ سمير الصحافة بكل أنواعها، وكان حارسها المهنى، وكان وراء الصحف المطبوعة، ولعل تجربته فى تأسيس «الأهرام ويكلى» التى قدم خلالها نهجا جديدا جعل صحيفة تصدر فى مصر تنافس الصحف الأجنبية بخبرات مصرية، وسار بعدها على دربه العديد من الصحف بعد ذلك، وقدم الأستاذ صبحى للصحافة تاريخا لا يُنسى، فقد كَتب كُتب تاريخ المهنة، وهو من قدم المادة الجادة فى الصحافة، وجعلها مهضومة لكل الأجيال حتى الأطفال، كما قدم «الطفل الكبير» ليكسبه لقراءة الصحف.. رحم الله الأستاذ سمير صبحى، وجزاه عنا خير الجزاء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى