2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

تحولات أمريكية نحو فلسطين

الخميس 18 من رمضان 1445 هــ
العدد 50151
لست من الذين يقللون من تأثير المتغيرات على التطور الأمريكى فى النظرة إلى المستجدات فى القضية الفلسطينية، خاصة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، فلم يكن من المتصور ألا تكون أمريكا مؤيدة بقوة للصف الإسرائيلى بعد ما حدث فى 7 أكتوبر ٢٠٢٣، إلا أننا نستطيع أن نرصد متغيرات جديدة، حيث الموقف الأمريكى بدأ فى التراجع، وهذا ليس فى الدوائر الشعبية فقط، أو العالم الذى بات يرى إسرائيل بشكل مختلف، وينظر للفلسطينيين، وقضيتهم بنوع جديد من الدراسة، والتفكير، بل فى معظم دوائر الحكومة الأمريكية.

لقد رصدنا من قبل فى هذه الزاوية موقف تشاك تشومر، زعيم الأغلبية الديمقراطية، فى خطابه أمام مجلس الشيوخ، والانتقادات الحادة التى وجهها إلى نيتانياهو، وعُدَ هذا تحولا كبيرا من تشومر، باعتباره أكبر مؤيدى إسرائيل عبر عقود متتابعةـ بل أرفع يهودى منتخب فى الدوائر الأمريكية، فالتحولات فى الموقف الأمريكى ليست إستراتيجية حقيقية، ولكن نستطيع أن نطلق عليها تحولات تكتيكية، أو أن النقاط التى سوف تجمعها فى المستقبل سيكون لها تأثير كبير، فالأجيال الحاكمة تتغير، والقوى المختلفة الجديدة ترى إسرائيل بصورة مختلفة، ويساعد فى ذلك يمين متطرف فى تل أبيب لا يتورع عن ممارسات العنصرية، وحكومة تمثله تقوم بأعمال الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، فحكومة إسرائيل سقطت أمام القيم الأخلاقية التى يستند إليها العالم المعاصر، وهذا التطور يجب أن ينتهزه العرب، والفلسطينيون، للخروج من الدائرة المغلقة التى تدور حولها القضية الفلسطينية منذ ٧ عقود، خاصة أن نتائج الحرب فى غزة، وما سوف تسفرعنه مستقبلا، تسير فى هذا الطريق، ولعلى هنا أُشير إلى أن تشكيل المجموعة السداسية التى التقت أنتونى بلينكن بالقاهرة (مصر، والسعودية، والإمارات، وقطر، والسلطة الفلسطينية، والأردن) سيكون عليها عبء كبير فى إدارة هذه المتغيرات المتلاحقة التى تتجه إليها القضية الفلسطينية على الأصعدة الرسمية، والشعبية داخل الأمم المتحدة، حيث موقف الأمين العام، والأوروبيين، والكل، الآن يشير إلى أهمية قيام الدولة الفلسطينية.

أعتقد أن التحرك القادم يجب أن يكون سياسيا وليس إغاثيا، أو إنسانيا فقط، فالقضية الفلسطينية يجب أن تستقر على مسار جديد للدولة يحمى ما تبقى من الأرض، ويضمن للفلسطينيين مستقبلهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى