دمياط.. جسر الحضارة

الخميس 16 من شوال 1445 هــ
العدد 50179
لم تكتفِ دمياط بمعجزة الطبيعة، فهى هناك رابضة فى شمال مصر (مصب النيل فى البحر المتوسط عند رأس البر)، ويفصلها شريط بسيط عن بحيرة المنزلة التى أصبحت بعد تطويرها جوهرة البحيرات على دلتا النيل.

دمياط (عاصمة النخيل فى مصر) أقيم بها فندق ليس له نظير مطل على (النيل والبحر)، وتلك معجزة الطبيعة، وخلال زيارة الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، لها قبل أيام، كانت على موعد مع معجزة جديدة (دمياط تتابع عليها محافظون متميزون أمثال الدكتور محمد فتحى البرادعى، والدكتورة منال عوض حاليا)، حيث تم نُقل أقدم كوبرى معدنى تم إنشاؤه على نهر النيل بالجيزة إليها عام ١٩٧٢، وأصبح من المعالم التاريخية الحديثة لها، والآن بعد تطويره، وإعادة تأهيله أصبح «جسرا للحضارة»، كما سماه محافظها الأسبق (البرادعى)، والذى أقيمت حوله قاعات للسينما، والمحاضرات، والاجتماعات، والندوات، ومعارض الفنون التشكيلية، وسجلته دمياط العظيمة، وأهلها كـ«أثر تاريخى» منذ عام ٢٠١٣، فهو أقدم الكبارى المعدنية المتحركة فى العالم.

إن دمياط لا تنتج فقط الجبن المتميز، أو الأخشاب المبهرة، وحجرات الأثاث الفاخرة، أو منتجات الحلويات المصرية التى تبهر كل زائر، أو متذوق لها، فيذهب لها من جديد – بل تحافظ على تاريخ هذا الجسر المعدنى المبهر (منذ عام 1890)، وهى الفترة نفسها التى شهدت إنشاء برج إيفل، وعندما تزور الكوبرى ستقف مبهورا، فمنذ نقل الجسر وأنا أتابع هذا المشروع الحضارى الذى أعادته إلى الحياة، درة الدلتا، دمياط، بعمل عظيم، وهو صيانة جسم الكوبرى المعدنى بجميع محتوياته، وتقديرى أنه مهما تكن تكلفة الصيانة، فإن هذا الكوبرى أصبح بمليارات، والأهم للدمايطة، وأهل الدلتا، هو المساحة المقابلة للكوبرى العظيم التى تتضمن مسارح، ومقاعد، وقاعات اجتماعات، ومعارض للفنون المختلفة يلتف حولها الناس بفرح وسعادة، وهم يرون مدينتهم الجديدة – القديمة تتجدد أمامهم، ويربطون بين الماضى والحاضر، ويتطلعون للمستقبل بأصالة، وجدارة، حيث نرى فى الدلتا منطقة تضاهى مدن فينيسيا، وباريس، والنمسا.. وغيرها من المدن الجديدة التى تخلد الحضارات القديمة.. مبروك لأهالى دمياط «جسر الحضارة» فى قلب الدلتا.