أساطير الصحفى.. والأديب

الخميس 29 من ذي القعدة 1445 هــ
العدد 50221
عندما تقرأ كتاب أساطير شخصية لمحسن عبدالعزيز، الكاتب والصحفى بالأهرام، ستقول وجدتها، فهو كتاب مختلف يبحر بك مع النجوم، وكبار الساسة، والكتاب.. من ناصر إلى السادات ونجيب محفوظ وأم كلثوم ومحمد حسنين هيكل ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم، والكتاب لا ينسى، كذلك، زوجاتهم الذين أثّروا فى حياتنا، وحياتهم (سوزان طه حسين وجيهان السادات نموذجا)، ويبحر بك مع أكثر من ٤٠ شخصية كبيرة فى تاريخنا الحديث، والأوسط، والقديم، ولا ينسى سعاد حسنى.. وكل الأساطير التى عشنا بها، ومعها طوال القرن العشرين (محمد عبده والطهطاوى وشوقى وسعد زغلول) عصر النهضة، ومصر الملكية والجمهورية، وحتى مصر الفرعونية، حيث لا ينسى فى فصله الأخير أساطير الفراعنة (أحمس وتحتمس وتوت عنخ أمون ورمسيس).
الكاتب لا يكتب قصصهم، ولكن يبحر بك بمنهج جديد فى تحليل وفهم هذه الشخصيات التى أثّرت فينا، وفى مجتمعاتنا، بل صنعت قصتنا مع الحياة،
ويأخذك فى تحليلهم إلى معرفة الأسطورة التى حكمت حياة كل منهم، وإذا كنت تزعم أنك تعرف كل هؤلاء، وقرأت عنهم فإن محسن عبدالعزيز يأخذك بعيدا عما تتصور، حيث تتخيل وأنت تقرأ كتابه وكأنك لم تقرأ عنهم من قبل، فهو يصل إليهم من خلال الأسطورة التى حكمت حياة كل منهم، وإذا كان لكل شخص بصمة وعمل خاص فإن لهؤلاء الشخصيات العظيمة أسطورة شخصية، كما أن لكل شخص لحنه الخاص الذى يحكم مجرى حياته، ودون أن يدرى يستمد منه مصيره أو أسطورته، حيث منذ أن يولد الشخص إلى أن يموت وهو يطارد أسطورته، أو تطارده.
الكتاب شيِّق جدا، ومبدع للغاية، حيث يبحر بك فى قصص هؤلاء العظماء كيف كانوا؟.. وكيف استمدوا عظمتهم من خلال أسطورتهم التى تحّكمت فى مصيرهم، وبالتالى مصيرنا من خلالهم؟، ويستحق عليه صاحبه جائزة كبرى، فهو مختلف جدا.. اقرأوا الكتاب حتى تجدوا أسطورتكم، وتصيغوها، وتتحكموا فيها.. تحية إلى محسن عبدالعزيز وكتابه أساطير شخصية.. صعود الآلهة الصغيرة ودراما التاريخ، فهو كتاب يستحق أن نطلق عليه وعلى صاحبه مقولة عندما يكتب الصحفى والأديب.