يوليو يوم «الجمهورية»

الثلاثاء 17 من محرم 1446 هــ
العدد 50268
اليوم تمر 72 عاما على قيام حركة «الضباط الأحرار» (ثورة يوليو 52)، وكانت، ومازالت، لها آثار هائلة على مسيرة مصر، فقد غيرت نظام حكمها، وأقامت الجمهورية، وحررت الوطن.
لقد رحل جمال عبدالناصر (قائدها الفعلى)، والرئيس الثانى للجمهورية، منذ أكثر من نصف قرن، ( 54 عاما)، ورحل محمد نجيب فى أغسطس 1984 (أول رئيس للجمهورية)، ورحل أنور السادات، ثالث الضباط الأحرار، منذ أكثر من نصف قرن، بعد أن حكم 11 عاما، ثم تولى جيل ثانٍ (الرئيس حسنى مبارك من رجال حرب أكتوبر 1973)، والذى حكم مصر لمدة 30 عاما قبل التغييرات التى شهدتها الجمهورية فى العقد الأول من القرن الحالى الحادى والعشرين.
إن عظمة يوليو واضحة فى تاريخنا الحديث والمعاصر لا ينكرها أحد، يجب ألا ينكرها، وما يهمنى اليوم هو أن نتذكر بفخر واعتزاز، بعد 72 عاما فى ظل الجمهورية، أنه عندما حدثت كارثة 1967 لم تقبلها مصر ورئيسها فى ذلك الوقت (ناصر)، بل دخلت فورا فى حرب استنزاف استكملها خليفته (السادات) بحرب أكتوبر، واتفاقيات السلام التى أعادت الحياة لمصر، والكرامة لشعبها، وقد تكررت فى عهد الجمهورية حالة السقوط الدامية، وسقطنا فى بئر الإرهاب والتطرف مرات عديدة ولم نُسلِّم لهم البلاد، حتى عندما حكم الفاشيست (الإخوان) فى القرن الحادى والعشرين سرعان ما تحرك جسم الوطن (الشعب والجيش) وخلصنا من هذا السم، أو السرطان الذى يقضى على الشعوب، والمؤسسات، وصححت الجمهورية مسارها بسرعة مذهلة، بل قررت مثلما ألا تعود نكسة، وهزيمة عسكرية ألا يكون هناك سقوط للدولة، أو الشعب، ومؤسساته مرة أخرى، وها هى الجمهورية تصحح نفسها، ونرى فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ أكثر من عقد من الزمان، جمهورية جديدة فى منطقتها، وعالمها، تدافع عن مصر، ومكانة المصريين، وتأخذهم إلى مزيد من التطور، والبناء، فتحية لمصر فى يومها الوطنى (يوم الجمهورية)، وتقديرا لكل الذين تحركوا لصنع الدولة الحديثة، ومازالوا، فيوم 23 يوليو 1952 حدث لا يتكرر على الإطلاق فى التاريخ، فهو الأول للتغيير، والتطور، والبناء لمصر، والمصريين.