2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

كرم جبر.. ومواجهة فوضى الإعلام

الثلاثاء 22 من صفر 1446 هــ
العدد 50303
محركات الفوضى كثيرة فى عالمنا، خاصة فى منطقتنا.. منها الثقافى، والاقتصادى، ومنها الاجتماعى، والدينى، والسياسى، ومنها الإعلامى.. ومجالاته المتعددة، وتتفاوت نسب كل عنصر، كما تتفاوت توقيتات دوره، فتارة يغلب الخارجى على الداخلى، وتارة السياسى يسبق الاقتصادى، وفى كل الأحوال الإعلام يدخل كمؤثر، وعنصر خطير لدى المتلقى. إن من تابع «أوفكوم» (هيئة تنظيم الإعلام البريطانى) المسئولة عن رقابة، ومحاسبة الإعلام، وقد انتفضت فى لندن أخيرا بعد هوجة العنصريين والمتطرفين هناك مطلع الشهر الحالى، والتى هددت السلم الاجتماعى لدى الإنجليز، والتى بنيت على كذبة، أو شائعة، أطلقها الإعلام هناك، أن قاتل الأطفال الثلاثة فى إحدى المدن الإنجليزية (ساوثبورت) مسلم مهاجر، ثم كشفت الشرطة بعد التحقيقات التى جرت عدم صحة المعلومات المتداولة فى كل وسائل الإعلام البريطانية، حيث تم اكتشاف أن مصدر الشائعة أحد المواقع الصحفية، ثم قام موقع التواصل الاجتماعى تويتر، أو إكس، بتضخيمها لإثارة العامة ضد المسلمين هناك، ونقلها على أوسع نطاق- يكتشف خطورة الإعلام، والشائعات التى يطلقها، ومن الطبيعى فى زمن «السوشيال ميديا» وانتشار منصات «البودكاست» والشحن السياسى التى أصبحت ظاهرة فى عالمنا أن تستخدمها التيارات المتطرفة، أو الدعائية ضد بلدنا داخليا، وخارجيا. لقد تنبه المجلس الأعلى للإعلام فى مصر، ورئيسه الكاتب الصحفى كرم جبر، مبكرا لكل هذه التطورات بوعى صحفى، وسياسى كبير، فنظم عددا من المؤتمرات مع القيادات الإعلامية، واتفقوا على «التنظيم الذاتى للإعلام»، عبر تفعيل مواثيق الشرف الصحفية، والإعلامية، وسرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات، وضبط البرامج الحوارية، مما يعنى احترافية الإعلام المصرى، وزيادة كفاءته، وقدرته على جذب الجمهور، وعدم تركه للسوشيال ميديا والمحطات الخارجية. أعتقد أن مبادرة المجلس الأعلى للإعلام، ورئيسه كرم جبر، بتنظيم هذه المؤتمرات جديرة بالاحترام والتقدير، لقدرتها على قياس الأحداث، وسبق كل العناصر التى تصنع الفوضى، ووضع الإعلام المصرى فى مكانه الصحيح، وتلك بالقطع رؤية إستراتيجية، واستباق لما يُخطط لنا بوعى سياسى، وصحفى، وإعلامى يؤكد جدارة، واقتدار تلك المؤسسة التى ترعى إعلامنا، وتراقبه لتزيد من قدرته، واقتداره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى