2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

لبنان.. بعد «نصر الله»!

الأثنين 27 من ربيع الأول 1446 هــ
العدد 50337
قلوبنا مع لبنان ككل، خاصة الشيعة والعرب هناك، ونحن جميعا من ضروريات استقرار منطقتنا، وعالمنا يجب أن نحتضنهم فى تلك اللحظة الفاصلة حتى يشعروا بالأمان، والثقة، وأن العرب هم الأقرب إليهم، ولِمَ لا؟.. والشيعة العرب جزء رئيسى من مكونات منطقتنا العربية، وانتماؤهم العربى لا شك فيه، ولا يمكن التقليل من أهميته، وشأنه، وقد شاءت ظروف السياسة، والثورة الإيرانية أن تُظهر ما يمكن أن نطلق عليه «الشيعة السياسية» التى شَعُرَت، فى لحظة تاريخية، بأن الولاء للثورة وإيران يتفوق على انتمائها العربى، مما أحدث خللا جسيما فى بنيان تلك الطائفة العربية، لكن الظروف السياسية التى حلت على منطقتنا أثبتت انتماءها العربى قبل أى ولاءات إقليمية مستجدة.

أعتقد أن اغتيال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ستكون له تأثيرات فارقة، فهو جريمة غير عادية ارتكبتها إسرائيل فى نظام الاغتيالات الممنهجة الذى تتبعه فى حربها الراهنة، والذى طال أكثر من 1000 قيادة من حزب الله، والآلاف من «حماس» والحركات الأخرى، وهذا الإفراط فى استخدام القوة من قبل إسرائيل سوف ينعكس فى صورة خسائر قياسية للمجتمع الإسرائيلى نفسه،إن على المدى القريب أو البعيد، حيث سجلت إسرائيل فى فلسطين، ولبنان.. وفى كل حروبها أرقاما قياسية فى القتل، والتدمير، وقد أُدينت من كل دول العالم لإفراطها فى استخدام القوة، حيث قتلت داخل لبنان فى ساعات معدودات المئات، وأصابت، وهجرت الآلاف داخل لبنان وخارجه، وبذلك خسرت تل أبيب كل الفرص التى كانت توفر لها عضوية طبيعية فى منظومة دول الشرق الأوسط، وأصبحت متهمة، ومجرمة أمام محكمة العدل الدولية بتهمة القتل الجماعى، ويلاحق قياديوها من قبل الجنائية الدولية، والأخطر أنها خسرت ما هو أهم بالنسبة إليها بكثير، وهو ثقة سكانها فى قدرتها على حمايتهم، وثقة يهود العالم فى أنها ملاذهم الآمن.

إذن، نحن أمام متغيرات جوهرية ليست فى لبنان وحدها، بل الشام، والمنطقة العربية ككل، ولذلك فإن الشعبية الجارفة التى تمتع بها الراحل نصر الله سيفقدها التيار المقاوم الذى عليه أن يتكيف مع المتغيرات، ويعلو بثقافة الحوار التى تعلنها حاليا إيران ورئيسها بزشكيان، بل يتحدث بها خامنئى والتيار الحاكم فى طهران الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى