السيسى.. شجاعة وفضيلة القرار!

الأربعاء 1 من ربيع الثاني 1444 هــ
العدد 49632
بالاعتراف العالمى، والأهم الاعتراف المصرى الوطنى الشعبى، تقف الدولة المصرية، والمصريون على أرض صلبة لا تهتز تحت أقدامهم، رغم التحديات القاسية التى هاجمت بلادهم، ولاتزال، ليس لأنها سوف تشهد الشهر المقبل أهم مؤتمر عالمى للمناخ فى مدينة شرم الشيخ، التى أصبحت أول مدينة مصرية خضراء سوف يأتى إليها كل قادة العالم، بل المجتمع المدنى العالمى بمؤسساته التى لا ترحم المخطئين، وأنها استكملت برنامج الإصلاح الاقتصادى الصعب، والدقيق، بل اجتازت مراحله بتكلفة عالية، وبنت مدنا جديدة، وبنية تحتية لم تتعود عليها، وتستعد لبرنامج صعب أكثر تقدما فى بناء الدول، وتعاظم دورها، وتخلصت جزئيا ما بعد ٢٠١١ من خسائر ضخمة، أعقبها أزمة وباء عالمى قاسٍ، وحرب فى أوروبا حدث فيها استقطاب عالمى حاد، ونقص فى الموارد الغذائية، والطاقة شمل كل دول العالم، وكل الاقتصاديين يحذرون من أن العام المقبل سيكون الأسوأ على الدول السبع صاحبة الاقتصادات الكبرى، أو مجموعة العشرين- ولكن لأن مصر استطاعت أن تنظم مؤتمرا اقتصاديا شفافا بمنصة عالية الكفاءة، وتدفق معلومات، وأرقام أكثر من كافية، وجمعت فيه كل الخبرات العالمية، والمصرية المهتمة باقتصادنا، وتطوره، ومستقبله، ولأول مرة يفتح الرئيس عبدالفتاح السيسى قلبه مخاطبا الناس بكل ما شعر به، وما تعرض له وهو يأخذ القرارات الصعبة، بل يقدم أمام المصريين ليس إنجازه، بل فلسفة الحكم، واتخاذ القرار التى صاحبت عهده مع الشعب وهو يتحمل مسئولية الدولة، ولم يخش، كما نصحه كل المحيطين، بأنه يغامر بشعبيته الجارفة، بل قال إنه قرر أن يستثمر رصيده لدى الناس، والرضا الشعبى الذى حصل عليه ليضع بلاده فى مكانة تستحقها.
هو اعتراف عظيم من وطنى كبير يدرك أن وجود الوطن هو الأبقى، وأن الاستثمار بشعبيته لمصلحة الوطن هو الأغلى، بل أمر هين عليه، وقد تخلص من كل الهواجس، والسوابق التاريخية التى كبلت الحاكم، وصانع القرار، وجعلته بين اختيارين: شجاعة القرار أم فضيلة القرار؟.. فاختار البطل المصرى (السيسى) الاثنين معا.. وللحديث بقية