2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

«الدون».. وأسطورة الشرق!

الأربعاء 25 من جمادي الآخرة 1444 هــ
العدد 49716
مازالت أصداء انتقال لاعب كرة القدم البرتغالى كريستيانو رونالدو (الدون) ليلعب فى الدورى السعودى لكرة القدم- تُدوّى، ليس فى الأوساط الرياضية، بل على أصعدة كثيرة (اقتصادية، وسياسية، واجتماعية) بعد أن صال وجال فى ملاعب الكرة الأوروبية، فنحن فعلا نعيش فى عالم جديد مختلف، يُصنع بأيدى، أو أقدام النجوم، وعلى رأسهم الدون الذى حطم الأرقام القياسية فى كل الملاعب التى لعب بها.

ولعل أسرع عالم فى صناعة الأساطير هو عالم الكرة، وأسهل طريقة لخلقْ أسطورة جديدة استيرادها، وإعادة توطينها فى المنطقة، لتلهب الخيال، وتغير المناخ، وهذا ما حدث فى اختيار ناد سعودى أسطورة تحققت فى أوروبا، وحصلت على الكرة الذهبية مرات عديدة، لينتقل، ويصبح نجما من النجوم السعودية، ويطرح تساؤلات على شاكلة: هل سينتقل رونالدو للدورى السعودى ليجعله فى مصاف الدوريات العالمية؟.. وهل سيؤدى إلى زيادة حماس الجمهور السعودى، واستهوائه الكرة فى تزايد الإقبال الجماهيرى؟.. وهل جمهور الخليج العربى كله مستعد ليزداد حماسه للكرة مع النجم الوافد الجديد؟..

تساؤلات عديدة طرحها هذا الانتقال مازالت تختبر حقيقتها على أرض الملعب، لأن الكرة أجوان، ولها أرض سريعة، ومباشرة، وسرعان ما يحدث تأثيرها فى الملعب، وسينتقل تأثيرها، وأثر الحدث الذى يحدث فى الرياض إلى عواصم جديدة.

أعتقد أن الدون، كريستيانو رونالدو، سيكون له تمثيل آخر فى الرياض غير كونه لاعب كرة، فهو أداة جذب للجماهير، وإشارة إلى المتغيرات التى تحدث على أصعدة متعددة ثقافية، واقتصادية، سواء فى المنطقة العربية أولا، أو الأوروبية، أو العالم الخارجى ثانيا، فالرجل لم يذهب إلى الملاعب فى الشرق بحثا عن الأموال، أو منطقة جديدة للتقاعد المريح فى عالم الكرة فقط، فهو لاعب ‫يهوى صناعة الأسطورة، قد يكون باحثا عنها فى الشرق ليضيفها إلى رصيده، ويضمها إلى نجوميته، أو أسطورته الغربية التى سارت مَضرب الأمثال هو ونظيره ميسى.

عموما نحن أمام حدث فريد، أو اختيار سفير، أو أكثر، أوروبى، من عالم الكرة الغربى ليتحدث من الملاعب العربية السعودية عما يحدث فى الخليج بعد كأس العالم فى قطر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى