2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

بايدن.. فى ميزان التاريخ!

السبت 5 من شعبان 1444 هــ
العدد 49754
هل وجد الرئيس الأمريكى جو بايدن ضالته المفقودة أخيرا، أو طريقه القديم، فى هذه السن الكبيرة؟!.. أكيد وجدها، وأمامنا التاريخ يسجل.

السيناتور بايدن فى شبابه كان موعودا بأن يكون (جون كيندى أمريكا الجديد) كما عرفته فى هذه السن المبكرة فى لقاء نادر بواشنطن، ولكن حالت ظروف شخصية له، ولحزبه الديمقراطى فاختفى وهجه، أو كَمُنَ للعاصفة إلى أن عاد رئيسا بعد أن رفض السياسى المخضرم أن يكتفى فى تاريخه بلقب «نائب الرئيس»، والعبرة بالنتائج، فقد عاد بعد أن هزم اليمين الشعبوى الأشد خطورة على أمريكا، والعالم كله فى عز وهج ترامب، الملياردير الجامح الذى لا يهزمه أحد، ولا يتوقف، فليس أمامه إلا المعادلة الصفرية (الفوز أو الموت).

كان من المنتظر أن تكون تجربة بايدن فى البيت الأبيض، بعد انتخابه فى الدورة الأخيرة، شرفية، استعدادا لتبوؤ الشباب، أو التغيير المرتقب للإدارتين (الجمهورية والديمقراطية) إلى أن وقعت الحرب الروسية- الأوكرانية منذ عام بالضبط، وكان بايدن أمامه طريقان، أن يحصل على جائزة «نوبل» كرجل سلام، وينهى الحرب فورا، أو ينتظر، فانتظر، ولكنه اكتشف أن الأوكرانيين مقاتلون أشداء، ومستعدون للحرب، أو الموت حتى آخر رجل فيهم، وأصبح الانتقام سر بقائهم لمقاومة الحرب مع روسيا، فتحرك بايدن وحشد الغرب عامة (عندما تتحرك أمريكا يتحرك العالم كله) وتدخلت أمريكا إلى حد كبير فى الحرب التى جاءتها وهى تعيد ترتيب البيت الداخلى، أو المرحلة الثانية من سيطرتها على العالم كقوة واحدة، وأصبحت الحرب هى المفتاح السحرى للصراع بين بايدن وبوتين (أيهما سينتصر، ويدخل التاريخ قويا مهابا؟!).

أعتقد أن خريطة طريق بايدن التى سار فيها غير معلنة، وقد وضع نفسه فى ميزان التاريخ، مستخدما إستراتيجية الفصل بين روسيا وبوتين، من خلال إضعاف روسيا وليس هزيمتها، أو إذلالها، حيث ستربح أوكرانيا إذا لم تخسر روسيا، بينما سيكون بوتين من الخاسرين إذا لم يربح.. وهكذا تتفرغ أمريكا للصراع مع القوة التى تريد الهيمنة عالميا، وهى الصين، وسيكشف العام الثانى للحرب كل النتائج، وهى مهمة، لأنها مفتاح النظام العالمى القادم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى