2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

يا عيد أقبل على كل العرب..!

الخميس 29 من رمضان 1444 هــ
العدد 49808
أطل علينا العيد.. له فرحة فى جنبات نفوسنا.. فى كل بلداننا وقرانا.. كنا نراه هذا العام مختلفا عندما استطاعت الدبلوماسية المصرية، والعربية وقف الاستئساد الإسرائيلى فى الأرض المحتلة عندما تحولت باحات الأقصى ومسجده قبل الأيام العشرة الأخيرة من رمضان إلى ساحة حرب بين الفلسطينيين والمستوطنين، وكانت الاحتكاكات المحيطة بالحرم القدسى بمثابة الشرارة التى وحّدت، وأظهرت أن للأقصى ربا يحميه، وشعبا يفديه، وأصبح اندلاع الحرب مرجحا أكثر من استعادة الهدوء فى الوقت الحالى فى أكثر من جبهة (لبنان، وسوريا، وغزة، والضفة)، فكان القرار المفاجئ للحكومة الإسرائيلية المتطرفة منع اليهود من الذهاب إلى الأقصى طوال الأيام المتبقية من رمضان، والأعياد، وعدم الرد على أى هجمات من الفصائل الفلسطينية، وكانت صورة انطفاء الحرب فى اليمن، التى استمرت ما يقرب من ٨ سنوات، بشرى خير أن عيد فطرنا سيكون مختلفا، ولكن سلسلة المآسى تأبى ألا تتوقف من الصومال، ولبنان، والعراق، إلى اليمن، وسوريا، وليبيا، والسودان. نريد أن نشعر بالعيد وسعادته، وألا يتحول إلى كُره يستلهم النزاعات الأبدية التى تذكيها أحداث مؤلمة، وألا يتحول إلى ذكرى أمر مؤلم، أو ساحة انتقام من النفس، أوهدر للأوقات الثمينة فيما لا فائدة منه، وسيكون بعدا رهيبا عن مظاهر العيد الحقيقية، وذلك لأننا تحولنا إلى آلات تصنع الألم، وتقتل الأُنس، والبهجة، ويأتينا عيد تلو آخر ونحن لم نتغير، وتكبر فينا الجفوة المهلكة التى كانت نقطة ليس لها اعتبار فى عالمنا الطفولى، فهكذا السعادة تتماشى مع البساطة، والقلة، والبحث عن اللمة، ومعنى الفرح.

يا عيد أقبل، وانزِع عن قلوبنا ما ران عليها من حزن، وألم فأنساها معنى الفرح.. يا عيد أقبل بالسلام فى القدس (فلسطين)، وفى سوريا.. يا عيد أقبل، ولا تنس أى قطر، أو طفل عربى، أو امرأة عربية عانت الحرب.. يا عيد أقبل.. وحّد الصفوف، وقل لنا إن الغد أجمل.. يا عيد أقبل، ولا نريد، ولا نبحث معك إلا عن السلام، والأمن لكل بلداننا، بعد عقود طويلة من الحروب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى