2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

انفجار «فاجنر».. !

الأثنين 12 من صفر 1445 هــ
العدد 49938
بالأمس القريب انفجرت طائرة يفجينى بريجوجين، قائد قوات «فاجنر» العسكرية الخاصة، أو رأس حربة القوات الروسية، سواء فى أوكرانيا، أو إفريقيا، أو الشرق الأوسط، ورفاقه (6 من أهم قادة هذه المجموعة المؤثرة التى تقاتل باسم روسيا فى الداخل والخارج)، فهى فى سوريا، وليبيا، وإفريقيا الوسطى، وأخيرا فى النيجر، تلك الفرقة حققت نجاحا فى الحرب الأوكرانية، وهى التى ظهرت فى بدايات هذا الصراع، فى شبه جزيرة القرم التى ضمتها روسيا إليها فى 2014.

إننا إذا ركزنا فى قصة بريجوجين الشخصية فهى لا تصلح أن تكون لقائد عسكرى، وإنما لفيلم سينمائى مثير للغاية، فهو من بدايته حتى نهايته (طباخ، وصاحب مطاعم صعد ليكون بطلا فى الاتحاد الروسى، ومقاتلا يشار له بالبنان)،

قصته تلك شاهد عليها الرئيس الروسى فلاديميربوتين نفسه، فهو ابن مدينته (سان بطرسبورج)، ورفيقه منذ التسعينيات، وما يهمنا الآن أن القائد الذى كان حديث العالم عندما تمرد على الجيش الروسى فى نهاية يونيو الماضى، واتهم القيادات الروسية بالتقصير، والفشل، وسار بقواته ناحية موسكو، فى رحلة انتحار جماعى لمجموعته، وأصعب امتحان تواجهه الدولة العظمى (روسيا)، وهى فى حالة حرب كبيرة- احتاج توسط ألكسندر لوكاشينكو، رئيس بيلاروسيا، لاحتواء التمرد، أو وقفه، ولكن كل المراقبين الذين يعرفون الرئيس بوتين، وروسيا، قالوا إن الميليشيا، أو فاجنر، انتهت، إن لم تكن قد انتحرت، وهكذا كانت بداية النهاية، قبل الانفجار المروع، والهبوط من أعلى نقطة فى السماء إلى الأرض مباشرة، بلا رحمة، وهكذا عشنا أحداثا درامية للغاية (تمردا غامضا، ومثيرا، ورحيلا أكثر غموضا، بل يرقى لأفلام، ومسلسلات فرانكشتاين، وجيمس بوند.. وغيرهما).

أعتقد أن خلفية الانفجار، وأحداث فاجنر، ورحلتها فى عالمنا ستظل غامضة، رغم أن دروسها قيِّمة، ومؤثرة، حيث أوضحت أن المجموعات، أو الشركات الأمنية، لا تصلح للدول العظمى، وهكذا وجدنا أن أول مهمة لقائد فاجنر، عقب عودته من إفريقيا، كانت مع القيادات الروسية، وكأنه كان يسلمهم كل الأوراق، قبل الاعتزال، أو الرحيل، وهما سواء، فتلك هى النتيجة، وهو الآن فى رحم التاريخ.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى