2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

السلام.. صناعة ثقيلة!

الثلاثاء 9 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 49995
..ونحن نتابع وقائع مؤتمر القاهرة للسلام بالعاصمة الإدارية الجديدة كانت تنتابنى ظواهر عديدة، منها الإيجابى وكذلك السلبى، أو المأساوى.

يتمثل الجانب الإيجابى فى فتح معبر رفح (شريان حياة قطاع غزة) للشاحنات، الأمر الذى جعل أهل الإغاثة من المصريين والعرب يتنفسون الصعداء لانتظارهم الطويل هذا التطور منذ اندلاع حرب الاحتلال الإسرائيلى على غزة عقب عملية حماس المباغتة، والتى أثرت على الأوضاع الإقليمية والعالمية، وأعادت الشرق الأوسط إلى واجهة الأحداث العالمية.

لقد أدركنا كم أن صناعة السلام ليست شعارا يُطلق وإنما صناعة ثقيلة أدركها المصريون منذ عقود، وسلكوا فيها مسارات تدعو للإعجاب، وتمسكوا بها، وملكوا مهاراتها بلا مزايدات، بل برؤية وأُفق عميق كسب الاحترام المحلى، والإقليمى، والعالمى، فتحية لا تنتهى إلى صُنّاعه وأبطاله، فقد أثبتوا أمام الرأى العام أن السلام يصنع أبطالا من العيار الثقيل، ويُحيى الأمم والشعوب، كما أنه يبنى المستقبل، ومازال أملنا كبيرا فى أن يهزم السلام الحروب ودعاتها، بل ينحيهم من المسرح السياسى وصناعة القرار، وأن يحقق ما لم تحققه كل الحروب الفاشلة، ومازلت مقتنعا بأن السلام وأبطاله سوف يهزمون الحروب وأبطالها لأنها لم تعد تصنع إلا الآلام للشعوب، بل تكسرها، وتُضيع المستقبل المأمول لها.

وفى الأخير، فإن مؤتمر القاهرة أحيا الأمل لأكثر من ١٥ مليون فلسطينى يعيشون بلا هوية سياسية، وبلا دولة، وهجرة لا تنتهى لهم وعائلاتهم، حيث مازالت الحرب دائرة، وهناك أمل إسرائيلى فى تدمير غزة وتهجيرها بالإغراءات التى حصلت عليها من أمريكا، خاصة القنابل الفتاكة، ولكننا مازلنا ندرك أن القدرة المصرية سوف تواصل إقناع العالم بوقائع قرن من الصراع بلا حل، وبلا أمل فى إسرائيل التى صنعت الحرب الأخيرة، كما ارتقت مصر والأردن إلى مصاف الكبار فى إدارتهما هذا الصراع الوجودى، ومنعتا الحرب الإقليمية، وفرضتا السياسات الإنسانية على المعتدين، وبقى أن ينتصرا للحل السياسى الذى يخفف من وطأة تحويل المنطقة ككل إلى ساحة اشتعال وحروب بلا توقف، ونحن ندرك جميعا أن فلسطين سوف تظل هى المفاعل الدائم لإنتاج الحروب مادامت بلا حل!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى