2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

جوتيريش!

الأثنين 15 من ربيع الثاني 1445 هــ
العدد 50001
أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، رقم صعب جديد دخل قاموس الصراع العربى- الإسرائيلى، وهو شخصية عالمية نعتز بها، فقد تفوق على منصبه العالمى الراهن، ولم يضع حسابا للإرهاب الدبلوماسى الإسرائيلى للعالم وقادته الكبار بعد أحداث غزة، وكشف التوحش الإسرائيلى فى أحداث غزة أكتوبر ٢٠٢٣.

لم تكن معركة غزة تدور على أرضها فقط، بل كانت فى المسرح العالمى (إسرائيل وأمريكا ومن خلفهما قطيع فى أوروبا والغرب).. لم ينسوا تاريخا طويلا، وحاولوا أن يُدمِغوا الصراع على فلسطين بالإرهاب، والتطرف، والتوحش من جديد لكى يهربوا من جريمتهم المروعة ضد ٢٫٥ مليون فلسطينى يعيشون فى غزة وهى التجويع، والضرب، وتدمير المدينة على رءوس ساكنيها، وقتل الأطفال الأبرياء، وحرمانهم من أمهاتهم وهم يصرخون: نريد أن نعيش.. لا تقتلوا أمهاتنا.. نحن فى حاجة إليهن.

إن الضمير الإنسانى سيحاسب الجميع، ولا نسمح بهذا التوحش اللا آدمى، واللا إنسانى، هكذا تكلم أنطونيو جوتيريش لكى يبرئ نفسه، وينقذ منصبه الدولى من أن يُدمَغ بأنه شارك فى قتل الأبرياء، أو اتهام الضحايا بالإرهاب، والتطرف، وقتل الإسرائيليين.

لقد ترك جوتيريش موقعه الوثير(الأمين) وجاء ليقف أمام معبر رفح يطالب بدخول المساعدات للضحايا، والأبرياء، الأطفال، والنساء، فرفع قيمته الإنسانية، والتاريخية، ولم يكتفِ الأمين الشجاع بذلك، بل واجه القتلة بأن الإبادة الجماعية، والقتل المدمر ليس حلا، وقضية فلسطين لم تبدأ قصتها منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، ولكنها ممتدة منذ ٧٥ عاما، بل قرن من الزمان، كما لم يرهبه وزير إسرائيلى (كوهين) عندما حدثه: من أى عالم أتيت؟!.. وكان يجب أن يسأل نفسه هو: من أى عالم أتى؟!، ولكنها البجاحة الإسرائيلية، وطالبوه بالاعتزال، بل هددوه بالفصل، وهم يستطيعون أن يفعلوا أى شىء، فقد قتلوا، وهددوا الكثيرين…قتلوا كيندى عندما كشف مشروعهم النووى وطالب بإيقافه، وقتلوا المبعوثين الدوليين مثل (فولك برنادوت).. وغيرهما.

تحية للأمين جوتيريش، وقرار الأمم المتحدة الذى غلب إسرائيل التى تقلب الحقائق على رءوس الضحايا، وأعاد القضية الفلسطينية إلى مكانتها العالمية.. قضية حق، ومصير قوية فى الرأى العام على المسرح الدولى.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى