2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

فيلدرز عنوان جديد للكراهية

الخميس 16 من جمادي الأولى 1445 هــ
العدد 50032
عندما تنفجر القضية الفلسطينية نقع دائما فى مستنقع اليمين المتطرف فى أمريكا، وأوروبا، ورغم أننا بعد أحداث غزة شهدنا ظهور تيارات أمريكية، وأوروبية متعاطفة مع الشعب الفلسطينى، ولم ترهن هذه القضية الحساسة بالأديان، فإنه يجب على التيارات المتطرفة هناك أن تنأى بها كذلك عن صراعات الأديان، لأن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطنى، وشعبها يبحث عن تحرره.

لقد توقفت أمام ظاهرة خيرت فيلدرز، السياسى الهولندى المتطرف، الذى صب جام غضبه على الفلسطينيين، وطالب بطردهم من بلادهم، وتهجيرهم إلى الأردن، وتذكرت أن هذا السياسى التحريضى لطالما عُرف بعدائه للإسلام، ومواقفه المعادية للأقليات فى أوروبا، أو حتى لحماية البيئة، فقد شُبه فيلدرز دوما بالرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب للتشابه بينهما فى الأيديولوجية، والشخصية، وتصريحاته الجديدة تخيفنا، لأن «الترامبية» قد تعود إلى حكم أمريكا بعد بايدن، وهدفها النهائى لا دولة فلسطينية، وتصفيتها، ودمجها فى إسرائيل، وإقامة علاقات عربية – إسرائيلية بعيدا عن القضية الفلسطينية، ويجب أن تخيفنا هذه النظرية بعد ما حققه الفلسطينيون من انتصارات، وأصبحت قضيتهم حية على الصعيد الإقليمى، والعالمى، كما أن فيلدرز يعتبر الأردن هى الدولة الفلسطينية، وإسرائيل خط الدفاع الأول للغرب فى الشرق الأوسط، وهذا فكر لم يعد من المستقبل.

إن فيلدرز يطمح أن يكون رئيس الوزراء فى بلاده، والمثير للدهشة أنه ترك الجانب الدينى بصفته روميا كاثوليكيا مبكرا ليجعل دينه اللا تدين، وكراهية الإسلام، كما أنه تربية المستوطنات الإسرائيلية، فقد عاش فيها عامين ليأخذ قراره الحاسم (كراهية العرب، وثقافتهم، ودينهم)، ويُطلق عليه «ملك الاستقطاب» العاشق للأضواء فى الانتخابات الأخيرة، حيث فاز حزبه بأعلى الأصوات، وأعلى نسبة مقاعد فى البرلمان الهولندى (١٥٠مقعدا)، مما يعنى أننا يجب أن نمسك عقولنا، وقلوبنا، لأن اليمين المتطرف يزحف على أوروبا، وفيلدرز بعد سنوات لن يكون وحده، سواء أوروبيا، أو أمريكيا، فهولندا، التى ظلت معقلا لليبراليين، ومرحبة بالمهاجرين، ها هى تتحول بهذا الشكل الدراماتيكى، ويجب ألا تستمر تلك الموجة الشعبوية المتطرفة، وأن يكون التعايش الشرقى والغربى ممكنا دون تعصب للأديان، أو العنصرية المقيتة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى