المشهد بين عامين

الأحد 18 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50063
جمعنا الإعلامى المتميز نشأت الديهى، على مائدة حوار المصريين عامى ٢٠٢٣- ٢٠٢٤، وكانت مائدته على محطة «تن» المصرية ثرية للغاية، فقد التف حولها أساتذة مصريون كبار، وكان لى متعة الحوار معهم، وأن ألتقيهم قبل نهاية، وبدء عام جديد نتمنى فيه لمصر والمصريين جميعا الازدهار، والخير. لقد استمعت فى الحوار إلى الدكتور عبدالمنعم سعيد، صاحب عمود «من القاهرة» بـالأهرام، والإستراتيجى المصرى الأول، صاحب الخبرات المتعددة، والكثيرة، ورئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، والمصرى اليوم سابقا، ومؤسس الكثير من مراكز البحوث فى مصر، وحول العالم، حيث يستطيع الدكتور سعيد أن يلخص الدنيا فى مصر فى كلمات دقيقة، وعميقة، فهو الأول فى عالمه الآن، كما استمعت إلى حلمى النمنم، وزير الثقافة الأسبق، وهو كاتب متمكن من التاريخ، والدكتور أحمد زايد، عالم الاجتماع، ورئيس مكتبة الإسكندرية، والدكتور أحمد غنيم، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد- جامعة القاهرة، والدكتور أحمد خيرى، أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، الذى كان مفاجأة لى فى هذا الحوار لأننا لم نلتقِ من قبل، وكانت مساهمته مبدعة، وتتسم بالجدية، والمسئولية، كما طرحت خلال الحوار أن مصر أمامها ٥ نقاط يجب أن تهتم بها فى العام المقبل (غزة، ونتائج الحرب، والسودان، وإثيوبيا، وسعر صرف الجنيه)، واتفق المتحاورون جميعا على أن مصر تملك موارد كافية لكى تهزم ارتفاع الأسعار، وتواجه سعر الصرف، وتضعه فى مكانه الطبيعى، ولم يختلفوا فى أن مصر خرجت من عام ٢٠٢٣ قوية بانتخابات رئاسية مشرفة، كما واجهت أزمة غزة، وتهجير الفلسطينيين باقتدار، وكانت نعم العون، والغوث لهم خلال مقاومتهم العادلة للاحتلال. وفى نهاية الحوار لم يكن أمامى إلا أن أشكر الزميلة فريدة محمد، رئيسة التحرير، التى استطاعت تضفير هذه المجموعة المملوءة بالمعلومات، والفكر فى برنامج تليفزيونى واحد، وكان الديهى ذكيا للغاية، كعادته، يقطف من ثمارهم، ويوظفهم بأسلوب الدمج، والكاتاليست الماهر، ليقدم لنا فى النهاية وجبة متكاملة صحفية، وتليفزيونية مبهرة، ومفيدة، كما لا تفوتنى الإشارة إلى أن المحطات المصرية فى العام المنقضى تفوقت على كل نظائرها، أو منافسيها من المحطات العربية، وخلال حرب غزة، وأنها قدمت وجبات تليفزيونية متفوقة تليق بمصر الماضى، والحاضر، والمستقبل.