المستشار.. وهُراء الميديا!

الخميس 19 من محرم 1446 هــ
العدد 50270
نحن أولى فى مصر الآن بالاستماع لرؤية خبير ألمانى متعمق فى الرأى العام، وكيفية متابعة السوشيال ميديا، خاصة منصة «إكس»، و«فيسبوك».. وغيرهما مثل «إنستجرام»، والتى تغزو بيوتنا بالمعلومات المضللة، وتسيطر على شبابنا، والخبير الذى أقصده هو المستشار الألمانى أولاف شولتز، ورئيس الحكومة، ويطلقون عليه المستشار الاتحادى، الذى اُنتخب فى 8 ديسمبر 2021، وهو خليفة أشهر سيدة ألمانية (أنجيلا ميركل) التى قضت 4 ولايات (16 عاما- من 2005-2021)، وهو وزير سابق معها طوال فترة حكمها، ويتمتع بالحصول على المعلومات كاملة قبل غيره بحكم وظيفته، وهى ميزة خاصة بالجالس على رأس المستشارية الألمانية. لقد خرج رجل أوروبا القوى فى جريدة «تى أونلاين» الإخبارية الإلكترونية، ليس للحديث عن السياسة المحلية، أو الأوروبية، ولكن عن السوشيال ميديا الإلكترونية، شارحا الهراء فى معلوماتها، وتأثيرها المخرب الذى تتداوله على الناس، والمجتمعات، بل طالب الرأى العام فى بلاده، وفى الخارج، بألا يصدقوا هذا الهراء المعلوماتى فى تلك الميديا المفتعلة، بل طالب المستشار المؤسسات بالتعريف بالتخاريف المتداولة على تلك الصفحات، وكيفية مواجهتها، ولعل أكثر ما لفت نظرى أن المستشار الألمانى ذكر أن وسائل الإعلام التقليدية صارت اليوم أكثر أهمية، وأصبح لها دور إضافى، فمنتسبوها هم الخبراء فى استقصاء ما إذا كانت المعلومات صحيحة أم خاطئة، فيجب على خبراء جامعاتنا، وإعلامنا أن يأخذوا كلام المستشار الألمانى للدراسة، والفحص، وبجدية، خاصة فى بلاد مثلنا تواجه حربا إعلامية عدائية تبث من الخارج، وهدفها معلن من جماعات الإخوان الذين انتشروا فى الفضاء الخارجى، وعالم النت، يريدون أن يصنعوا للمصريين عالما غريبا، بل تقويض الإنجازات، وبث المخاوف التى تقوم على الإعلام المضلل، ويحاصرون الناس بها، ليصنعوا حالة من الكآبة، والمخاوف المجتمعية بينهم، وتضيع الحقيقة بين الشائعات، والتضليل، وبعد ذلك نتساءل ماذا يحدث؟!
لقد عبر المستشار الألمانى عن حالتنا الإعلامية فى مصر وكأنه يعيش بيننا، ومصر تتعرض لحرب شعواء من إعلام ممنهج معادٍ لكل شىء جميل، بل يستهدف حياة الإنسان نفسها، ويدفعها إلى اليأس، والشعور بالضياع، ولا تعرف ما يحدث حولها، فانتبهوا لتأثير التخاريف، والهُراء على مستقبل الوطن.