السيسى ومشعل.. علاقات متينة وقوية!

الخميس 18 من شوال 1446 هــ
العدد 50536
لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تجسيد للعلاقات الثنائية المتينة، والقوية بين مصر والكويت، والمستمرة، والدائمة عبر التاريخ، لكنه يأتى فى توقيت بالغ الدقة جدا، مع متغيرات حديثة فى البلدين، حيث تتولى الكويت رئاسة مجلس التعاون الخليجى، وإذا شئنا الدقة، فإن هذا المجلس يعمل بدأب للحفاظ على علاقات قوية بين أعضائه ومصر، ويشكل بسياساته عمودا إستراتيجيا للسياسات العربية فى المرحلة المقبلة، بالإضافة لما يربط مصر ودول الخليج، وهى شراكة إستراتيجية من أجل استقرار، وتنمية كل المنطقة العربية. لقد حرصت مصر على تعميد ما يربطها بدول الخليج الست ثنائيا، وهو لا يقل عن اهتمامها بدعمها مؤسسيا كمنطقة عربية مهمة ذات تأثير إقليمى وعالمى، والرئاسة الكويتية ستكون محورية، وإستراتيجية، لما يمثله الشيخ مشعل شخصيا، باعتباره من الجيل القديم الذى يجمع بين العراقة، والمعاصرة، والمعرفة الدقيقة بدور مصر، ومشاركتها التاريخية، والممتدة بين كل دول مجلس التعاون الخليجى، وفى هذا العام تعطى تجربة الأمير مشعل زخما جديدا قد استطاع فور توليه الحكم فى 16 ديسمبر 2023 أن تكون بصماته واضحة للتغيير، والإصلاح، وتجربته فى الكويت بالغة الدلالة، والقوة، فقد استطاع فى فترة وجيزة معالجة أسباب الشلل السياسى الكويتى، وتعطيل التنمية، وإعادة إنتاج الأزمات، وسيدخل تاريخ الكويت، باعتباره من صحح التجربة الديمقراطية فى بلاده، وحمى الكويت فى وقت الأزمات، وإعادة إنتاج تاريخ الكويت الحديث، وعلاج كل السلبيات المسكوت عنها، وجعل الديمقراطية فى خدمة التنمية، وحامية الاستقرار والتقدم.
وأخيرا، لقد انتقلت الكويت تنمويا مع الشيخ مشعل إلى الطريق الصحيح، وانتقلت إلى مرحلة أكثر تقدما لتنويع اقتصادها بدلا من الاعتماد على الاقتصاد النفطى، فالكويت بها فرص كبيرة للنمو مع توافر الموارد المالية، والإمكانات، والتقت مع مصر المعاصرة التى أصبحت أقوى، وقادرة على امتصاص أى استثمارات جديدة فى مجالات متنوعة، والاستعداد للمنتدى الاستثمارى الخليجى فى القاهرة العام الحالى، وهو حدث اقتصادى مهم تستعد له البلدان لتخطو خطوات أكثر تقدما فى دعم قضايا العرب، وتعمير غزة، وجعل كل الدول العربية أكثر قوة.