كرم جبر فى السعودية..!

الخميس 3 من شعبان 1444 هــ
العدد 49752
الإعلام والصحافة فى مصر وغيرها يقودهما الإعلاميون والصحفيون ولا يصنعاهما وحدهما، فهناك المناخ، والبيئة، والقوانين، والتشريعات الحاكمة للدولة، ورؤية المنطقة العربية ككل، وهو ما يعنى أنهما لا يتحركان وحدهما، ولكن لهما مجالهما الحيوى، ويحتاجان إلى الكفاءات، والخبرات المتراكمة التى تحمى هذه الصناعة، وتحافظ على نموها، وتوفر لها الموارد الكافية حتى تحقق أهدافها.
لقد استبشرت خيرا لهذه الصناعة فى مصر فى وقت المتغيرات الحادة، والتطور الهائل الذى يشملها، وذلك باختيار الكاتب الصحفى، والإعلامى كرم جبر رئيسا للمجلس الأعلى للإعلام، فهو بحق همزة وصل لعدد كبير من الأجيال، ولا أُخفى تحيزى له، فهو من جيلى، وكان رئيس مجلس إدارة روز اليوسف فى فترة دقيقة من تاريخ مصر
(٢٠٠٥-٢٠١١)، واستطاع خلالها أن يبحر بسفينته وسط الأعاصير، والخلافات، وأن يرسى قيم التعامل مع الأجيال رغم اختلافها.
إن ما دفعنى للكتابة عن رئيس المجلس الأعلى للإعلام هو تحركه الأخير فى زيارته إلى السعودية لحضور عدد من المؤتمرات الصحفية، والإعلامية حول الإعلام فى المنطقة العربية، ولست فى حاجة إلى إعادة تأكيد أن المنطقة العربية لا تكون فى حالة من العافية، والتطلع إلى المستقبل بجدية إلا بتعاون، وتعاضد مصرى- سعودى فى كل المجالات، وقطعا صناعة الإعلام والصحافة التى تتجه إلى العقول، وصناعة الوعى، والرأى العام- تأتى فى مقدمتها، وتحصين هذه العلاقات ـ كما أشار الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أحاديثه المتكررة ـ من الشائعات، أو أقلام غير المتخصصين، والسوشيال ميديا، والذين لا يدركون قيمة الجغرافيا التى جعلت من البلدين بوتقة واحدة عبر التاريخ، كما هما رمز صناعة الرأى العام العربى ككل، لأن ما يجرى هنا فى مصر يصل إلى هناك فى السعودية مثل الأوانى المستطرقة، ولا يتأخر.
أعتقد أن كرم جبر، أحسنَ التحرك نحو السعودية فى هذا الوقت الدقيق، والحساس، وحمل رسالة مصر (لم الشمل العربى) لإنقاذ الشرق الأوسط، وتحقيق طموحنا أمام جيراننا الإقليميين، والدوليين الذين يستفيدون من تشتت الإقليم العربى حتى تكون فرصتهم أكبر لفرض رؤيتهم، أو إرادتهم، أو وصايتهم عليه.