«تيك توك».. شطرنج صينى – أمريكى!

الثلاثاء 6 من رمضان 1444 هــ
العدد 49785
لعبة شطرنج، أو كرة ثلج، بين الولايات المتحدة والصين، اسمها هذه المرة تيك توك، التطبيق الشهير الذى انتشر بين الشباب، خاصة فى عالم كورونا، والاحتباس العالمى.
كان تيك توك يغزو العالم، ويسبق التطبيقات الأمريكية، وبالرغم من أن هذا التطبيق مثله مثل فيسبوك، وتويتر، وأنستجرام ينتشر مثل النار فى الهشيم فى كل الموبايلات عالميا- فإنه يختلف، ليس لأنه قصير جدا، ويعتمد على قطع فيلمية، ولكنه التطبيق الوحيد ذو الشهرة الدولية فى عالم السوشيال ميديا، ولا تملكه أمريكا، فهو يخص شركة بايت دانس الصينية، ورغم أن المستخدمين حول العالم لا يهمهم من يملك التطبيق، ويركزون على ما يتمتع به من مزايا، وشهرة بين المستخدمين، وعالم الاتصال، فقد وصل عدد مستخدميه فى أمريكا إلى ١٥٠مليونا، وهو رقم كبير لم يصل إليه فى بلد المنشأ (الصين).
تيك توك عالمى، وليس أمريكيا، ومن هنا أصبح هذا التطبيق يُتهم أمريكيا بالكثير من الاتهامات، آخرها الجاسوسية، وأنه ينقل معلومات المستخدمين الأمريكيين للحزب الشيوعى الصينى، وكانت قمة الإثارة فى نهاية الأسبوع الماضى، عندما اُضطر الرئيس التنفيذى للشركة فى أمريكا لأن يدافع عن التطبيق فى الكونجرس، بل قدم له حلولا، أهمها مشروع تكساس الذى تمثل فى تعهد الشركة بنقل البيانات الأمريكية، وحفظها مع شركة أمريكية، يشرف عليها الأمريكيون أنفسهم.
التطبيق مثل بقية التطبيقات، ولكن حينما أصبح يخترق الخصوصية، ويؤثر على المراهقين، دخلت على الخط أخيرا فرنسا، بعد البيت الأبيض، والمفوضية الأوروبية، والحكومتان الكندية، والبريطانية، وبعض المنظمات فى منع موظفيها من استخدامه فى أجهزة العمل، لأنه أداة جاسوسية، وهناك عروض لشرائه أمريكيا لم تتم، وضمانات صينية لحماية حقوق المتعاملين، ولكنها لا تلقى استجابة، فقد أصبح تيك توك لعبة شطرنج للضغط على الصين، وتهديدها دوما بأنها تحت رحمة التكنولوجيا الأمريكية، مثل شركة هواوى نفسها، التى تعرضت لعقوبات مماثلة.
عموما، العالم يترقب مصير تيك توك، فهل يدخل فى المساومات، والصراعات، والتسييس السائر بين الصين وأمريكا؟.. أعتقد أن الأيام المقبلة تحمل تغييرات ضخمة فى هذا المجال.