2023حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

ليلة القدر..!

الأربعاء 28 من رمضان 1444 هــ
العدد 49807
وداعا رمضان، وكل عام، وكل مصرى، وعربى بخير وسلام.. استشعرنا فى صيامه، وصلاته، وقيامه حلاوة الإيمان، وجماله، وقوته، وكانت معنا بركته، وشملتنا جميعا، وشعرنا فيه بليلة القدر، وعظمتها، وبركاتها، وندعو فيها لمصر بالخير، ولكل البلدان العربية أن يحل فيها السلام، ونعمة التعايش، ويسود العقل، وتنتهى الحروب، والفوضى منها.

ليلة القدر، التى نصبو إليها، عرّفها لنا ابن الجوزى عندما يقول: «والله ما يغلو فى طلبها عشر، لا والله ولا شهر، لا والله ولا دهر، فاجتهدوا فى الطلب، فرب مجتهد أصاب»، وهذا ما تعلمناه، ووقر فى ضميرنا.. يقول ابن عباس، رضى الله عنهما، عن ليلة القدر: «قال النبى- عليه الصلاة والسلام: إذا كان ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى، ومنهم جبريل، ومعهم ألوية، يُنصب منها لواء على قبرى، ولواء على بيت المقدس، ولواء على المسجد الحرام، ولواء على طور سيناء»، فتذكروا يا أهل مصر أنتم مع ٣ مساجد (النبوى، والمكى، والأقصى).. أنتم تحملون كل البركات معكم أينما حللتم، أو اتجهتم، أو نزلتم.. تذكروا ونحن نودع شعيرة الصيام (الركن الرابع للإسلام) هذا الدعاء أن جبريل والملائكة وهم يعودون الآن إلى سدرة المنتهى تقول لهم ملائكة السماء: مرحبا بأشرافنا وساداتنا.. من أين أقبلتم؟.. فيقولون: أقبلنا من عند أمة محمد- صلى الله عليه وسلم، فيقولون: ما صنع الله سبحانه وتعالى فى حوائجهم؟.. فيقولون: غفر لصالح أمة محمد، وشفّع صالحهم، فيصيحون إلى الله تعالى بالتسبيح، والتحميد، والتقديس، ثم يسألون عن رجلٍ رجل، وامراةٍ امرأة، فيقولون: ما فعل فلان؟.. وما فعلت فلانة؟.. فيقولون: وجدنا فلانا متعبدا، ووجدنا فلانا يذكر الله، وفلانا راكعا، وفلانا ساجدا، وفلانا باكيا.. فيدعون، ويستغفرون.

ليلة القدر أكبر من معنى الكلمة اللفظية، حيث يقدر فى هذه الليلة أجل، وعمل، وخلق، ورزق ما يكون فى تلك السنة.. ليلة واحدة أعطت أمتنا عمرا كاملا، فهى أفضل من ٨٣ سنة و4 أشهر من العمل الصالح، والعبادة.. إنها ليلة العفو.. ليلة القدر لنا.. امنحنا يارب بركتها، وأسبغ علينا من فضلك فيها الكثير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى