المبادرة المصرية

الأربعاء 14 من جمادي الآخرة 1445 هــ
العدد 50059
لأن مصر صاحبة خبرة، ودراية عميقة بالصراع العربى الفلسطينى- الإسرائيلى؛ تقدمت بـ«مبادرة شاملة» تتسم بالعمق، والقوة، وتحتاج من الطرفين دراستها بنفس الرؤية، والدعم من المجتمع الدولى، فهى تحل أزمة الرهائن الإسرائيليين، وتنقذ قطاع غزة من حرب إبادة شاملة، وتوفر على المدنيين الفلسطينيين كثيرا من المعاناة التى يلقونها منذ ٧ أكتوبر وحتى الآن، كما تنقذ إسرائيل من مستنقع غزة الذى لم تعرف كيف بدأ وتنتهى منه!!، كما أنها تجيب عن سؤال: .. وماذا بعد اليوم التالى لسكوت المدافع، وهو ضرورى للشعبين، والمنطقة، والعالم؟.. وكيف يُدار قطاع غزة؟
المبادرة وفقا لما تداولته بعض وسائل الإعلام بمراحلها الثلاث محددة، وهى بمثابة شبكة إنقاذ بارعة إذا أُحسن استخدامها، واستقبالها بروح مختلفة من كل الأطراف، وتحتاج إلى إجابات سريعة لندخل العام الجديد وهناك بارقة، ونوعان من الحل فى المنطقة.
هذه المبادرة بشكلها البسيط، والمعمق تتجاوز الكثير من الطروحات الصادرة من مجلس الأمن، أو القوى الكبرى، أو الإقليمية، بل هى تصل بالجميع إلى أهدافهم، إذا ما تمت دراستها بعقل مفتوح، ووضع مصالح الشعوب، والمنطقة فى مكانها الصحيح، وأن تحتل الأولوية، فمن الطبيعى فى اليوم التالى لهذه الحرب البشعة أن يلجأ الجميع، سواء فى فلسطين، أو إسرائيل إلى صناديق الاقتراع لاختيار الشكل الذى يحتاجون، أو الحكومة المؤهلة لإدارة صراع يقترب عمره من قرن من الزمان، وأصبح استمراره انهيارا للجميع بعد أن أثبتت الحروب البشعة، والقوة المفرطة أنها لن تُجدى، ولن تمنع صاحب الحق من المطالبة بحقه..حكومة تكنوقراط فى فلسطين، وإدارة حكيمة يرعاها الجميع ستكون إشارة إلى أن المستقبل للشعب بعد معاناة، وانهيار الأمل لدى الجميع.
دعونا نتطلع بالتفاؤل ليقبل المتطرفون فى إسرائيل هذه المبادرة، ويتعاملوا معها بجدية، لأن الحل العسكرى الصفرى غير ممكن، ويشهد بذلك الكثير من الدوائر الأوروبية، والأمريكية المساعدة لهم فى التفكير، وكذلك على الصعيد الفلسطينى فإن الصراع مع إسرائيل يحتاج إلى الكثير من نكران الذات، والشفافية، ولأن الجميع يدفعون فيه الثمن وهو الدماء، فهم مطالبون باستقراء آرائهم عبر انتخابات حرة يحميها العالم، ويحملون فيه تبعات اختياراتهم، مع وضوح الرؤية لطبيعة إدارة الصراع فى المستقبل.