ليلى رستم

الأثنين 13 من رجب 1446 هــ
العدد 50442
رحلت عن عالمنا إحدى «أيقونات» تليفزيون مصر فى الستينيات (السيدة ليلى رستم) التى كانت تشكل حالة فريدة من نوعها فى عالم البرامج التليفزيونية فى بلدنا خلال السنوات الأولى لانطلاق التليفزيون، وقد رثاها أنس الفقى، وزير الإعلام الأسبق – فبراير 2005- 2011، بكلمات دقيقة. لمن لا يعرف ليلى رستم من الجيل الجديد عليه أن يتابع حلقات برنامجها (نجمك المفضل) على قناة «ماسبيرو زمان»، التى تُعرض الآن، فسيرى حالة من منتهى الرقة، والذوق، والتألق، والوقار فى إدارة الحوار مع كبار الممثلين، والأدباء، والشعراء أمثال محمد عبدالوهاب، وعبدالحليم حافظ، وفاتن حمامة، وطه حسين، ويوسف السباعى، وإحسان عبدالقدوس، وعمر الشريف، وأحمد رمزى، ونجمى الصحافة على ومصطفى أمين، والملاكم محمد على كلاى. لقد رحلت ليلى وسيبقى «نجمك المفضل» ركنا من أركان التراث الإعلامى الراقى، وستبقى سيرتها رمزية لإعلام آخر فى زمن آخر (الزمن الجميل)، وقد حظيت رحمها الله على الشهرة، والاحترام، والأناقة، والذوق، وجمعت كل ذلك فى شخصيتها الفريدة، ولم تحصل مذيعة على الألقاب الكثيرة المتنوعة فى الإعلام مثلما حصلت ليلى، وهى صفات تسبق اسمها مثل «الأيقونة على الدوام»، و«صائدة المشاهير»، و«محاورة النجوم»، و«أيقونة مصرية». إننى أتذكر حوارها مع أنديرا غاندى، والتى كانت ندا لها، واكتشفنا فيها العمق السياسى بكلمات بسيطة، لكنها جعلت رئيسة وزراء الهند تتكلم، وتبوح بأسرارها، من دون كلمات كثيرة، حيث تكتسب ليلى عمقها الفكرى، والثقافى بكلمات بسيطة فى سؤالها، فعندما تحاور عبدالحليم حافظ، أو فاتن حمامة فهى المذيعة المتقنة، خفيفة الروح والظل، والتى ظلت سيدة ماسبيرو، وتركت مكتبة تليفزيونية ثرية لنجوم مصر قلما نجدها فى أى مكان آخر، وليتنا نحافظ عليها للأجيال القادمة، ولا ننسى أن زميلتنا كانت صحفية كذلك فى «الهيرالدتريبيون»، بل «مراسلة حربية» متقنة تذهب لمناطق الأزمات والحروب، وتنقل باللغات العربية، والإنجليزية، والفرنسية، تكتب وتقرأ بها، وهى رمز لنموذج متكامل للإعلامى الذى يملك مهارات العصر. وأخيرا، فإن ليلى رستم (11 فبراير 1937 – 9 يناير 2025) نموذج للصحفية، والتليفزيونية المتكاملة معا، وصاحبة الأداء الرفيع والراقى، ولم تضبط يوما على الشاشة نابية، أو غير متقنة، أو حتى هفوة تقلل منها، ومن شاشتها، رحمها الله، وكل جيلها من العظماء.