2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

التعليم قبل الجامعى.. وإعادة الاعتبار!

الخميس 16 من رجب 1446 هــ
العدد 50445
التعليم فى مصر لن يتغير، أو يتطور، بسهولة، أو فى يوم وليلة، فهو يحتاج إلى سنوات، وخطط متدرجة، وحوار مستمر مع كل أطراف العملية التعليمية، وعملية إصلاح دءوبة لا تتوقف.

إن ما يثار حول عودة «البكالوريا» (الشهادة التى ظلت تخلب ألباب الأجيال قديما)، والحوار المجتمعى حولها، أمر صحى، لأنها شهادة حيوية، بل ضرورة للعصر الراهن، وسيكون لها مستقبل فى سوق العمل، حيث الشهادة الحالية للثانوية العامة يُطلق عليها «التعليم المتوسط» (ما قبل الجامعى)، وقد أصبحت من موروثات الماضى، ويجب أن تنتهى تدريجيا، وهى عبارة عن مسابقة لدخول الجامعة فى سنوات محدودة، فالجامعات، والتسابق لدخولها، كانت، ومازالت، تحقق ما نستطيع أن نسميه «عدالة بين الطلاب الراغبين فى التعليم العالى»، لأن عدد الجامعات فى مصر كان قليلا، ولا يلبى رغبات كل الطلاب، واحتياجاتهم، ولكن (حاليا) عدد الجامعات المتنوعة العامة، والخاصة، والأهلية، والأجنبية، والتكنولوجية، والمعاهد الفنية والتكنولوجية المتميزة- أكثر من 100 جامعة، وهو رقم كبير يحقق تطلعات كل الراغبين فى التعليم الجامعى بمصر، ولكن يجب ألا ننسى أن التعليم هو شغف، ورغبة لدى الطالب أولا، وقبل كل شىء، وإذا لم تكن لديه اهتمامات، أو رغبات فى ذلك، فلن يحقق فائدة منه، ويجب أن نشجع كل الطلاب على التعليم الجامعى، ليس لسوق العمل فقط، فالتعليم الفنى، والشهادة الجديدة (البكالوريا) مقدمة حيوية لسوق العمل، ويجب أن تكون شهادة إتمام مرحلة مهمة من التعليم تتيح لصاحبها الدخول إلى سوق العمل بنجاح، وليس كتعليم متوسط، كما يُشاع عن الحاصلين على الثانوية العامة.

وأخيرا، فإن تطوير التعليم ليس مسئولية الوزير وحده، فيجب أن تكون هناك مجالس فنية تعمل باستمرار، وليست موسمية لتغيير، وتطوير التعليم ما قبل الجامعى، وأن نصل بالمدرسة، سواء الإعدادية، أو الثانوية، أو الفنية، إلى الاقتدار، وأن تكتسب المدرسة المصرية مكانتها التى نعرفها فى الماضى، والمدرس المصرى يجب أن يعود إلى مكانته العالية، وأن يحصل على الأجر المناسب، وأن تتنافس المدارس العامة مع المدارس الخاصة فى إعطاء الأجور المرتفعة للمدرس الكفء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى