2025حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الصفقة.. والتسويات الكبرى

السبت 18 من رجب 1446 هــ
العدد 50447
حملت الأنباء أنه بتضافر إرادتىّ الإدارتين الأمريكية (الديمقراطية الراحلة والجمهورية القادمة)، وجهود الوسطاء فى مصر وقطر – قد تم الوصول إلى صفقة تلجم آلة القتل الإسرائيلية التى فتحت باب الجحيم على غزة منذ 15 شهرا.. أن تتوقف وتبدأ مرحلة الوصول إلى اتفاق يُنهى «المَقتلة» التى سُميت حربا «عُنوة»، وهى إبادة جماعية للأطفال، والأبرياء، والمدنيين الذين وقعوا فريسة لما عُرف بتحرك حماس فى 7 أكتوبر 2023 الذى تم خلاله أسر بعض الإسرائيليين المدنيين والعسكريين، ولكن فتح الباب لما بعد النكبة الثانية (حرق وتدمير غزة)، والوصول إلى أرقام قياسية للضحايا.. ومجاعة، وقطاع، ومدينة يعيشون بلا صحة، أو أمل، وبلا طعام، أو ماء وكأننا فى القرون الوسطى، فى حين أنها أول «مقتلة» فى «التاريخ» تُذاع على الهواء مباشرة طوال عام، ودخلت الثانى والبشرية تتفرج على قسوة الإنسان على أخيه الإنسان.

أعتقد أنه لا خير فينا إن لم نقلها للجميع إن هذه «المقتلة» تفتح نار الكراهية، ومزاد انهيار المنطقة، ولا يمكن أن يخرج طرف من هنا أو هناك وسط هذه المجزرة ويقول إنه حقق نصرا أو هدفا، حيث لم يتحقق لأى طرف شىء، ولكن لأن أرواح الأطفال، والأبرياء، وأصحاب الحقوق تضافرت فقد حققت صفقة تفرض وقف هذه «المقتلة» فى ظروف غاية فى الدقة وصلنا فيها جميعا إلى حافة الانهيار، حيث حياة ملايين الفلسطينيين أصبحت ليست مهددة ولكن ضائعة وهم أمام الموت أو التهجير القسرى وتصفية ما تبقى لهم من أمل، ولكن المتغيرات الإقليمية والعالمية فتحت بابا ليس واسعا ولكنه على كل حال باب يمكن أن يكون للأمل فيه مكان وعلينا الإمساك، ولا داعى للمكابرة، فهو انتصار للأبرياء ولكن يحتاج إلى تضافر قوى كثيرة لأن المتربصين به أكبر وأقوى، ويريدون العودة إلى المذبحة لأنها تفتح شهية الوحوش على الحياة، وأن تتحرك كل القوى فى منطقتنا لتجعل هذه الصفقة مسارا للحل أو الاتفاق بين الطرفين، وأن نعيد خريطة الطريق التى تبدأ فى غزة غدا.

لكل ما سبق يجب الإمساك بالفرصة فلن يكون هناك فى أمريكا كل يوم إدارتان متنافستان تقفان مع السلام، أو خسائر بالجملة فى اقتصادها تجعلها تسعى إلى تسويات كبرى كما يحدث الآن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى