الصوماليون يواجهون الإرهاب والأطماع

السبت 12 من صفر 1446 هــ
العدد 50293
تتعافى الصومال، شيئا فشيئا، وتعود إلى سابق عهدنا بها، وتنفض الإرهاب عن كاهلها بالتدريج، فهى تتمتع بوحدة عرقية، ودينية، ولغوية شبه كاملة، لكنها تعرضت لسنوات طويلة، منذ تسعينيات القرن الماضى، لتغذية هائلة بالميول الانعزالية لدى القبائل، وهى ما استغله الإرهاب عبر إشعال الحرب الأهلية بها.
لقد عرفت مصر الصومال منذ القدم، وقد جرت بين القاهرة ومقديشو الأربعاء الماضى مباحثات الرئيسين عبدالفتاح السيسى وحسن شيخ محمود فى ثانى زيارة لمصر فى مرحلة تاريخية للصومال، تم خلالها توقيع بروتوكول تعاون عسكرى نقل علاقة الدولتين إلى آفاق جديدة، حيث لم تنقل مصر سفارتها إلى مقديشو فقط، وتفتح خط طيران مباشر معها، بل تضاعفت تجارتنا معها، ومنذ سنوات تضع مصر دول القرن الإفريقى فى درجة إستراتيجية عالية، زادت أهميتها باهتمام مصر الإفريقى، وتنفيذ خطط تنموية للقارة.
إن الصومال قادمة على الخريطة بعضويتها بمجلس الأمن فى 2025 لمدة عامين، حيث المجتمع الدولى أسقط العقوبات المفروضة على حكومة الصومال، خاصة حظر التسليح لتقوية الجيش لمنع ومكافحة الإرهاب، كما أن الصومال فى عهدها الجديد تخلصت من «الصوملة»، ولم تعد عُرضة لـ«الأفغنة»، وذلك بمساعدة مصر، حيث وجود سند قوى مثل مصر يساعد فى تدريب الجيش الصومالى، مما يمنع، ويحد من أطماع الجيران، فالصومال من البلاد المهمة لمصر منذ قديم الزمن، ووجود مصر مع الصومال يساعد فى المحافظة على سيادتها، لأنها مطمع، كما أنها تطل على أهم الممرات البحرية التى تربط دول شرق آسيا بدول غرب أوروبا (قناة السويس فى شمال البحر الأحمر ومضيق باب المندب فى أقصى جنوب البحر الأحمر الذى تطل عليه جيبوتى وإريتريا والصومال واليمن)، وبالتالى فإن الصومال بالنسبة لمصر تحمل بعدين، الأول إفريقى، والثانى عربى، واتصاله المباشر بحركة السفن المؤدية لقناة السويس يدفع مصر للتحرك بخطوات ثابتة نحو تعزيز التعاون مع دول المنطقة، كما أن إستراتيجية مصر الإفريقية قائمة على تعميق نهج الكسب المتبادل، وتعزيز علاقات التعاون المشترك فيما يتعلق بالسلم، والأمن، ومحاربة الإرهاب.