الزراعة.. واستيراد البيض!

الأربعاء 25 من جمادي الأولى 1446 هــ
العدد 50395
كان، وسيظل، استيراد بيض المائدة من تركيا لتغطية نقص الإنتاج المحلى ـ رسالة للإدارة الاقتصادية فى وزارة الزراعة والبنك الزراعى مفادها قصور فى الإنتاج المحلى، لأن مصر استطاعت فى فترة وجيزة تحقيق الاكتفاء الذاتى من الدواجن، والبيض، ولكن لأخطاء بعيدة تماما عن المنتجين، وقصور فى تمويل استيراد الأعلاف للدواجن ـ تحولت إلى سلعة احتكارية، مما أدى إلى خروج مزارع كثيرة من الإنتاج، وكان نتيجة ذلك ارتفاعا فى أسعار البيض، واستمرت الأمور تتدهور إلى أن شعرت الحكومة، ممثلة فى وزارة التموين، بضرورة استيراد البيض، وهو سلعة سهلة الإنتاج، ولذلك فإن تخوفى كان من الاستمرارية فى اللجوء إلى الاستيراد ونحن نملك قدرات للتصدير وليس السوق المحلية فقط فى الإنتاج. ولعلنا نثمن تحرك علاء فاروق، وزير الزراعة، بسرعة تلافى هذا الخطر واستمراره، حيث لجأ إلى الحوار المباشر مع المنتجين، وأصحاب المزارع لبحث المشكلات التى تواجههم، واستمع إليهم، والأهم عندى أنه وعد بتقديم تسهيلات للمنتجين خلال أسبوع، واستمع إلى احتياجات أصحاب المزارع والمنتجين المتوقفين عن العمل على خلفية زيادة أسعار الأعلاف، واختفاء الكتاكيت التى يحتاجونها، حيث أصبحت سلعة احتكارية للمزارع الكبيرة، وخرجت المزارع الصغيرة والمتوسطة من الإنتاج، ووعد وزير الزراعة بتقديم تسهيلات غير مسبوقة للمنتجين لاستعادة الزخم لهذا القطاع مرة أخرى، متوقعا أن تشهد صناعة الدواجن والبيض فى مصر مرحلة جديدة من الازدهار، ودعم البنك الزراعى المصرى منتجى الدواجن والبيض. أعتقد أن الخطأ الذى سبق أن حدث فى هذه الصناعة، وأدى إلى استيراد البيض التركى يجب أن يظل درسا محفزا لوزارة الزراعة على التعاون مع المربين، وأن يساعد البنك الزراعى فى استقدام صنوف جديدة مدارة تكنولوجيًا يتاح وضعها فى كل مزارعنا لنصل إلى المزرعة المتكاملة، وأن تسهل الحكومة إصدار التراخيص الجديدة للمزرعة حتى تزدهر صناعة الدواجن، ولا نقع فى مثل هذه الأزمة مرة أخرى، ولعل فكرة أسواق «اليوم الواحد» التى تنتشر الآن فى القاهرة والمحافظات حل مناسب يلتقى فيه المنتجون والمستهلكون من دون وسطاء، ويكون التنافس على السعر المناسب الذى يرضى المستهلك، وتوفير السلعتين لكل أسرة مصرية.