من الحربية قلب الجيش..حــراس الوطـــن

احتضنت الكلية الحربية أعرق المدارس العسكرية وأكثرها كفاءة وقدرة آخر احتفالات مصر بتخريج الضباط الجدد في مشهد ليس له مثيل في العروض العسكرية المتكاملة, وقد تقدمه الرئيس حسني مبارك وكبار رجال الدولة.
إنها صورة وطنية من مصنع الرجال والأبطال في هذا البلد, ففي قلب القوات المسلحة, كان هناك عرض عسكري لأحدث الفنون القتالية والمعدات العسكرية الحديثة المتطورة علي أحدث مستوي, والصناعات المصرية المبتكرة التي تنافس عالميا, وتكشف لأي متخصص عسكري أداء العسكرية المصرية ومكانتها في عالم اليوم, وتؤكد للوطن قدرة أبنائه وعظمتهم, وأنهم أهل للمسئولية والأمانة التي يتحملونها عن كل المصريين, وهي حماية أغلي الحريات.. حرية أراضينا, فهم يعبرون عن أنفسهم في كل تشكيل وأداء يقدمونه في عروضهم القوية بالمعني والأسلوب.
وفي الكلية الحربية وكما عودنا الرئيس حسني مبارك علي قدرة هذه المؤسسة علي احتواء كل المصريين كان لقاء الخريجين من جامعاتنا المدنية والعسكرية في روح الإخاء, والمحبة والتكامل الذي تعيشه مؤسساتنا, حيث قام الرئيس بتكريمهم مرتين الأولي صباحا في الاحتفال العسكري, والثانية مساء في حفل خاص بالخريجين الجدد في نادي الجلاء, وذلك في صورة حية تبين دلالاتها ومعانيها العميقة أن الإنسان هو الأولي دائما بالرعاية, وأن المتفوقين والمبدعين هم من يتقدمون الصفوف.
في بداية العرض العسكري حرص المنظمون علي تقديم هدية رمزية للوطن ولكنها بالغة الدلالة: معدات جديدة من إنتاج أبنائنا في القوات المسلحة لاستخدامها في الأغراض المدنية قبل العسكرية..
أما مفاجأة العرض فكانت لسلاح المظلات حيث ظهر في سماء العرض أكبر ماسة للمظليين علي شكل سفينة جوية تضم25 شراعا علي قلب رجل واحد, ثم رأينا25 قافزا وهم يهبطون من السماء إلي أرض الطابور تتقدمهم فتاة مصرية لأول مرة مسجلين رقما قياسيا لعام2008 هو السادس عالميا.
ثم ظهر رجال الصاعقة يجسدون المستوي المتميز والكفاءة القتالية والبدنية.. ويقاتلون في كل الأجواء ويستخدمون كل الوسائل لتنفيذ مهامهم, وتعطي موجاتهم المتلاحقة الوطن الثقة واليقين.
لقد عزفوا لنا سيمفونية عطاء خالدة في تشكيلات متنوعة تعكس القدرة والتمكن.
وفي السماء كانت القوات الجوية حاضرة بكل تشكيلاتها.. خاصة الخفاش الطائر, والتي جعلت تشكيلاتها ومهاراتها الجو ساحة أرضية تجول فيه كالطائرات وليست بطائرات, ولكنها تعرف بمنتجات دلتا ذات القدرة علي المناورة وحرية الحركة والمهارات الجوية والدوران الجاد حول الهدف والسيطرة عليه..
لقد شاهدنا عرضا عسكريا متكاملا للقوات المسلحة من خلال الضباط الجدد المتخرجين ـ الدفعة(102) حربية ـ عكست خلاله للمصريين قدرة ومكانة قواتهم المرتفعة الهمة والروح.. وكاملة التسليح والمستعدة دائما لحماية أراضينا والدفاع عن الشرعية.
إن قوة مصر من قوة جيشها البطل وجنودها خير أجناد الأرض ويشهد لهم التاريخ والحاضر بذلك.. تهنئة من القلب للخريجين المدنيين والعسكريين, ومستقبل مشرق بإذن الله لهم ولوطنهم ومؤسساتهم.
osaraya@ahram.org.eg