العائلة المقدسة..!

الأحد 15 من ذي القعدة 1444 هــ
العدد 49853
مبارك شعبى مصر.. ما أعذب ترديدها على مسامع المصريين، قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر وكن هناك حتى أقول لك ما أعظم البركة التى حصلت عليها. إن الذى يريد أن يعرف أن مصر محمية إلهيا، ومذكورة فى كل الكتب السماوية (القرآن الكريم، والإنجيل، والتوراة)- عليه أن يتوقف هذه الأيام (الأول من يونيو، ٢٤ من شهر بشنس القبطى) مع مصر، وتجلياتها، وقد أحيت مسار رحلة العائلة المقدسة، ودعت كل الكنائس حول العالم (الكاثوليكية، والروم الأرثوذكس، والإثيوبية، والسريانية، واللوثرية، والإنجليكانية)، ليعرف المعاصرون حقائق مصر عبر التاريخ، وهذا التجمع الحاشد لا يغيب عنه المسلمون قطعا، فهم يعرفون المسيح، ويقدرونه حق قدره إيمانا، واحتراما، وها هنا نستعد كذلك فى أطهر بقعة فى سيناء (جبل موسى) حيث التجلى من رب العالمين مع كليمه النبى موسى- عليه السلام. يجب علينا أن نعيد قراءة قصة العذراء مريم، وهى مقدسة لدى الجميع (مسلمين، ومسيحيين).. نقرأ سورة مريم فى القرآن الكريم، وكذلك تجلياتها فى مصر كلها من الناحية التاريخية، والجغرافية، والاجتماعية، والعقائدية، والاقتصادية، وقد شملت رحلة المسيح، وأمه، ويوسف النجار ( شمال سيناء، شرق الدلتا والدلتا، وادى النطرون، القاهرة الكبرى، ومنطقة الصعيد)، وقد سُجلت سيرة الرحلة فى الإياب والذهاب بأحرف من نور، ويجب، بعد اعتماد (الفاتيكان، والكنيسة الأرثوذكسية فى مصر) أن يدخل هذا المسار «اليونيسكو» ضمن التراث العالمى. لقد كانت مصر عبر التاريخ وجهة المسيحيين فى كل العالم للزيارة، والبركة بعد فلسطين، وقد التجأ إليها المسيح- عليه السلام، وأمه السيدة مريم، وبصحبتهما يوسف النجار- هربا من ظلم هيرودوس الملك، وقد جاء إليها من قبلهم إبراهيم (أبوالأنبياء)، كما عاش فيها النبى يعقوب وأبناؤه، وجاء إليها النبى موسى ليعيش بها عشرات السنين، ففى مصر ولد موسى وأخوه هارون. إن رحلة العائلة المقدسة، التى استغرقت ٣ سنوات و٦ أشهر، كانت فى الماضى رحلة بركة لمصر، ثم أصبحت، ومازالت، البركة مستمرة، وأعتقد أن رحلة المسيح، وأمه، ويوسف النجار وقفة من التاريخ تساعدنا على فهم مصر، وصناعة مستقبلها.