مشروعات زراعية مشتركة بين مصر وأوغندا لمواجهة أزمة أسعار الغذاء العالمية مبارك: فرص ضخمة لتوسيع التعاون الثنائي في مجالات زراعة القمح والكهرباء والطرق والبنية الأساسية موسيفيني: نرحب بالشركات المصرية لتصدير الغذاء.. ومستعدون للتعاون مع مصر لأقصي الحدود

كمبالا ـ من أســـامة ســـرايا: | ||||||
أكد الرئيس حسني مبارك أن هناك فرصا ضخمة لتوسيع التعاون بين مصر وأوغندا, وعلي نحو يرقي لمستوي تطلعات البلدين ومصالحهما المشتركة وشدد الرئيس ـ في كلمة له في مستهل جلسة المباحثات الموسعة التي أجراها أمس مع الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بالقصر الجمهوري بالعاصمة الأوغندية كمبالا ـ علي مساندته التامة لما طرحه الرئيس موسيفيني من مقترحات بشأن التعاون الثنائي في مجالات الزراعة ـ خاصة زراعة القمح ـ والري, وإنتاج اللحوم والألبان والأسماك, فضلا عن الكهرباء, ومشروعات الطرق والبنية الأساسية, وغيرها. ووصف الرئيس المباحثات, التي أجراها مع الرئيس الأوغندي بالمهمة والمفيدة, معربا عن تطلعه إلي تعزيز التعاون القائم بين البلدين علي المستوي الثنائي, وكذلك التعاون الإقليمي في إطار مبادرة حوض النيل, وباقي القضايا الإفريقية والدولية ذات الاهتمام المشترك وعبر الرئيس عن اعتزازه بعلاقات الصداقة التي جمعته لسنوات طويلة بالرئيس موسيفيني, مؤكدا أنه يحمل له تقديرا خاصا كزعيم حقق لبلاده وشعبه إنجازات عديدة. وقال الرئيس مبارك ـ في كلمته خلال مأدبة الغداء التي أقامها الرئيس الأوغندي علي شرفه ـ إن هذه الصداقة تعكس علاقات الإخوة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين في مصر وأوغندا, مشيرا إلي أن هذه الزيارة هي رسالة صداقة, وتضامن تؤكد الحرص المتبادل علي تحقيق المزيد من دفع العلاقات والتعاون الثنائي القائم. وأكد الرئيس أن نهر النيل قد ربط بين البلدين منذ فجر التاريخ والإنسانية, كما يجمعهما العمل المشترك في إطار تجمع الكوميسا, والاتحاد الإفريقي, مشددا علي أن البلدين بإمكانهما تحقيق الكثير لمصلحة شعبيهما ولدول حوض النيل وإفريقيا. ومن جهته, رحب الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني بالرئيس حسني مبارك, والوفد المرافق لسيادته في أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلي أوغندا وأكد أن العلاقات الثنائية مع مصر ممتازة, وتسير بشكل جيد جدا, كما أن الوفد المصري الذي زارنا أخيرا بحث معنا موضوع إنتاج الغذاء وقال موسيفيني: إننا نعلم أن العالم يعاني حاليا أزمة غذاء وارتفاع في أسعاره, وأمامنا تحد كبير لمواجهة هذه الأزمة. وأكد موسيفيني أننا سنتعاون مع مصر إلي أقصي الحدود لتوفير الغذاء الذي تحتاج إليه, مشيرا إلي أن أوغندا لديها شركات كثيرة لإنتاج الألبان والمواد الغذائية. ودعا الرئيس الأوغندي الشركات المصرية للحضور إلي أوغندا للتعاون معنا في إنتاج الغذاء وصولا إلي السوق المتميزة وأشار إلي أن أمريكا لا تفرض جمارك علي المنتجات الغذائية لأوغندا لدخولها أسواقها, وكذلك الهند والصين وأضاف أنه إذا حضرت الشركات المصرية هنا إلي أوغندا, فإنه يمكننا تصدير الغذاء ليس لمصر فقط, وإنما لكل الأسواق وكان الرئيس مبارك قد عقد والرئيس الأوغندي قمة ثنائية لدي وصوله إلي كمبالا ظهر أمس قادما من جنوب إفريقيا, ثم امتدت المباحثات لتشمل وفدي البلدين. وتناولت المباحثات العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, بالإضافة إلي سبل تدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين الإفريقيين الكبيرين. ووصف السفير سليمان عواد, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية, زيارة الرئيس حسني مبارك لأوغندا بأنها علي درجة عالية من الأهمية, مشيرا إلي أن الزعيمين بحثا سبل دعم العلاقات الثنائية في المجال الاقتصادي والتجاري, وتنفيذ مشروعات زراعية مع أوغندا لمواجهة أزمة ارتفاع أسعار المواد الغذائية التي تلقي بظلالها الخطيرة علي الدول النامية, ومن بينها الدول الإفريقية, موضحا أن من بين المشروعات المشتركة المطروحة زراعة مساحات واسعة من الأراضي الأوغندية بخبرات واستثمارات مصرية. وأضاف عواد أن القمة تناولت, كذلك, عددا من القضايا الخاصة بالأوضاع في منطقة البحيرات العظمي, وسبل حل النزاعات الإفريقية بالطرق السلمية وأضاف أن أوغندا تحتل مكانة مهمة علي الأجندة المصرية, باعتبارها إحدي دول منابع النيل, مشيرا إلي أن15% من مياه النيل تأتي من بحيرات فيكتوريا وألبرت. وأوضح أن تحرك مصر تجاه أوغندا يتصل بأحد أهم جوانب الأمن القومي المصري, وهو شريان مياه نهر النيل, مشيرا إلي التأثير القوي لأوغندا علي الأوضاع بدول حوض النيل. وقد أكد البيان الختامي ـ الذي صدر في ختام مباحثات الزعيمين ـ ارتياحهما البالغ لتطور العلاقات الثنائية. وطالبا بضرورة الارتقاء بهذا التعاون, وتبادل الخبرات في مختلف المجالات وأشار البيان إلي الاتفاق علي تنشيط اللجنة المشتركة الدائمة للتعاون القائم, واستحداث مجالات جديدة لهذا التعاون, وإقامة مشروعات زراعية لزراعة القمح المخصص للاستهلاك في مصر, وتوثيق التعاون في مجال إنتاج اللحوم والأسماك والألبان. ودعا الرئيسان إلي الارتقاء بعلاقات التجارة والاستثمار, خاصة في مجال مساعدة أوغندا علي إقامة البنية الأساسية للسياحة والتشييد والتجارة, والرعاية الصحية, والصناعات الغذائية, وغيرها وقد أعرب الرئيس موسيفيني عن تقديره البالغ لما يقدمه الصندوق المصري لدعم إفريقيا من مساعدات فنية لبلاده, خاصة فيما يتصل ببناء القدرات والكوادر البشرية في أوغندا وفيما يخص القضايا الإقليمية, أعرب الرئيسان عن ترحيبهما بالتطورات الإيجابية التي تشهدها بؤر الصراعات الإفريقية, بينما عبرا عن قلقهما إزاء التحرك غير المسبوق من جانب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تجاه الرئيس السوداني عمر البشير. وأكدا دعمهما للخطوات المتخذة من جانب الاتحاد الإفريقي, والجامعة العربية للتوصل إلي تسوية سلمية تحقق الاستقرار في السودان بصفة عامة, ودارفور بصفة خاصة. وأكد الرئيسان مساندتهما لمبادرة حوض النيل والتزامهما باستمرار التعاون في إطار المبادرة, بما يحقق مصالح دولها وكان السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية قد صرح بأن مصر تتعاون مع أوغندا في مجال تنمية موارد نهر النيل وتطهير مجراه, وأنها تتحمل تكلفة الكثير من هذه المشروعات لمصلحة الشعبين المصري والأوغندي, مشيرا إلي حرص مصر علي تعزيز التعاون مع هذا البلد المطل علي بحيرة فيكتوريا, أهم بحيرات نهر النيل. وقال: إن الرئيس موسيفيني أكد إتاحة الفرصة للشركات المصرية للاستثمار الزراعي في بلاده, والاستفادة من الخبرة المصرية في هذا المجال يذكر أن الرئيس مبارك كان قد وصل إلي كمبالا قادما من جنوب إفريقيا, عقب زيارة تاريخية لهذا البلد, أسفرت عن إطلاق مشاركة استراتيجية مهمة بين البلدين. |