2024حكاية فكرةمقالات الأهرام اليومى

الحرائق والإهمال..!

الخميس 11 من رمضان 1445 هــ
العدد 50144
أفزعنى الحريقان المتتابعان اللذان انتقلت أخبارهما بصورة ربما أسرع منهما، فقد حدث الحريق الأول فى منطقة شعبية (العمرانية) بمحافظة الجيزة- حى الهرم، والتهم جزءا كبيرا من تاريخ السينما المصرية، والدراما، أو قطعة مميزة، وغالية (استوديو الأهرام) الذى يتمتع بتاريخ قديم (عمره الآن ٩ عقود)، حيث ظهر للوجود مع نهضة السينما وظهورها فى مصر عام ١٩٤٤، ومنذ إنشائه يواصل عطاءه المميز، وهو يحوى بين جنباته روائع المخرجين، والفنانين المصريين فى الدراما، والسينما مصحوبة باسم «استوديو الأهرام» الذى أخرجت بلاتوهاته أكثر من ٤٥٠ عملا منذ أن ظهر أول أعماله فى عام ١٩٤٥ (عنتر وعبلة)، مرورا بـ«ليالى الحلمية»، و«فاطمة وماريكا وراشيل» للمبدع الراحل محمد فوزى، وهو البيت السينمائى المفضل للمخرج يوسف شاهين، وكل ركن فى الاستوديوهات يحكى قصة، أما الحريق الثانى فكان فى منطقة حديثة بمحافظة القاهرة (شارع التسعين بالتجمع الخامس فى مول تجارى يضم مجمعا للبنوك)، ويتردد عليه الآلاف، حيث التهمت النار دورا كاملا فى وقت وجيز، والخسائر ضخمة.

من المؤكد أن هناك تحقيقات تُجرى للوقوف على أسباب الحريقين، ولا نريد أن نستبق الأحداث، لكن إذا ما ثَبُت أن هناك إهمالا فى أعمال الصيانة، أو متابعة الاشتراطات الخاصة بالوقاية من مخاطر الحريق قبل نشوبه- فيجب معاقبة المخطئ حتى لا يتكرر الأمر، ولا نترك الإهمال يتسلل لمرافقنا، ويهدد حياتنا، ويلتهم تراثنا، ويُخفى معالم تاريخنا العريق، لأن النيران، سواء كانت فى الحريق الأول أو الثانى، استمرت مدة طويلة، وهددت المنطقتين السكانيتين (الهرم والتجمع الخامس)، وفى زمن «السوشيال ميديا»، وانتشار الشائعات بين الناس، حيث كل يدلى بدلوه، ويتحدث عن أسباب الحريق، وأيا كان السبب فإن التحقيقات ستردع المقصرين، أو المهملين، وسيكون الردع كافيا لكى يؤدى كل فرد مهمته، ويراعى حياة الناس، وممتلكاتهم، ولا يتم التفريط فى الأعمال المدنية، أو الصيانة، أو المتابعة، فهذا من أسس النجاح، والاستمرارية، وحتى لا يتكرر الأمر، فالحرائق فى زمننا الراهن أصبح من الممكن تلافيها بل القضاء عليها تماما فى دقائق بأجهزة الإنذار السريع، والإطفاء الآلى.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى