حكاية فكرةمقالاتمقالات الأهرام اليومى

الأستاذ هيكل.. والمستقبل

ندرك أن أسطورة الأستاذ محمد حسنين هيكل تجمعت فى سحر الإنسان، وعبقرية الجورنالجى، وخلود التراث، والمحتوى، والمسيرة فى الوطن، وبين الناس، خاصة المصريين الذين عشقوه، والعرب الذين اعتبروه رمز مهنة الصحافة. الأستاذ المؤسس هيكل (سبتمبر ١٩٢٣- فبراير ٢٠١٦) تمر مئويته الآن بعد رحيله بـ ٧ سنوات، وهو ملء السمع والبصر، فحياته حافلة لا تغيب، ولا تغرب، ونتذكره ونعايشه كما نعايش عبقرية مصر، وخلودها، واسمه مرادف لـ “الأهرام”، والكتابة، والهرم.. وكل ما هو عظيم فى مصر، فقد كَتب عنه، وسيُكتب عنه كما كَتب هو، وترك حياة، وتراثا خالدا للمصريين عامة، ومهنة الصحافة، والإعلام، والفكر خاصة، وأرّخ مسيرة مصر، وحياتها، ولهذا أتطلع إلى المستقبل كيف نستفيد مما تركه راحلنا العظيم لنكرره، ونحافظ على ما نملكه من ثروة، لأن هذا الفكر والتراث الخالد يستطيع أن يأخذنا إلى المستقبل الذى ننشده لتعيش مهنة الجورنالجية، وتتجدد بين الناس. لقد عاصر الأستاذ هيكل أزمات جمة، ومشكلات مستعصية مرت على مصر، وعلى المهنة، وتجاوزها بعبقريته الفذة، وكان يخرج منها منتصرا، ومعتزا بها، وبمصريته، وعروبته التى تواصل بها بين الناس، فجعل لها مكانة، وشأنا، وتاريخا يصعب تكراره، ونبراسا لأى مكتبة، وعمودا لأى مفكر، أو كاتب يخطو فى بلاطها، ويرنو نحو المستقبل. نتذكر الأستاذ، ونترحم على عصر صعب عاشه (١٧ عاما) رئيسا لتحرير الأهرام صنعت مجده، وغادرها (عام ١٩٧٤)، ولم تغادره أبدا حتى الآن، أو تغادرنا نحن العاملين بها، فقد عشنا فيها، وبها، وعليها، وكانت زادنا، وذخيرتنا فى مسيرتنا. أعتقد من الصعب، بل المستحيل، الإحاطة بـالأستاذ فى سطور، فهو الفكر الذى يشع، والكلمات التى ليس لها مثيل، والجمل الناطقة الغنية، والثروة المعلوماتية، والتاريخ المذهل، وكل ما كُتب، ويُكتب، وسَيُكتب عنه فى قابل الأيام غيض من فيض ما تركه من تراث خالد. تحية لـ”الأستاذ” فى مئويته كاتبا وصحفيا، وإنسانا مذهلا سبر غور الأحداث وما وراءها، وأغنى عقولنا، وجعلنا نعيش عصرنا ونزهو بالمعرفة منه، فقد حمل سرها، وغناها معه، فهو قيمة وقامة لم ولن تُخطئها عين فى المستقبل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى